هؤلاء جماعة تظهر في كل زمان ومكان، خصوصاً عندما تحيط بأمة أو دولة ما تحديات تمس أمنها واقتصادها ومجتمعها، تبدو هيئتهم أنهم من خيار الناس وأشدهم حرصاً على مصالح الوطن العليا أمناً واقتصاداً، وعلى دين الناس وأخلاقهم، لا يصدمونهم في ثوابتهم ولكنهم يتسللون إليهم كالفيروسات يحاولون أن ينخروهم من الداخل.. يملؤون فضاءاتهم.. ويقفون على قارعة الطريق.. سلاحهم الضرب في خاصرة الوطن العظيم وأهله وقيادته!! إن مشكلة هؤلاء مع الوطن والوطنية تعود أصلاً إلى فكرة ومعتقد أن الوطن ليس سوى حفنة من تراب عفن، ولهذا تجد حديث الوطنية حديثاً صعب الفهم والهضم، حيث يتم من خلاله التلاعب بالفكرة أكثر من التعامل معها!! والرقص على مشاعرها أكثر من العيش معها!! قد تكون حدود الوطن لديهم سرداباً في «قم» يتخاطبون فيه مع المهدي القادم هاتفياً!! أو قد تتشكل حدوده في حمام تركي في «إسطنبول» القديمة!! الدولة الوطنية لديهم متغيرة والثابت الوحيد عندهم تقويض الدولة على أساس نهوض هيكل مشروعهم الخبيث!! ينحازون دائماً مع كل شيء إلا مع الوطن وسياسته.. هم محايدون علناً ومنحازون ضده حتى الرمق الأخير، لا ينقدون الفكرة ولا رجالها لأجل أنهم يريدون الأفضل.. اختلافهم كلي دائماً مع كل من يدافع عن مصالح الوطن العليا.. يرون كل إنجاز تافهاً.. وكل دفاع تهجماً.. وكل نصيحة لهم تجريداً من وطنيتهم و«مكارثية» تقترف بحقهم!! يحتفلون بأدنى نجاح للآخرين.. ويتغافلون عمداً عن كل نجاح تحققه دولتهم ورجالها.. يصدرون الإشاعات والأكاذيب ويرددون ما يأتي منها من الخارج بحماسة منقطعة النظير.. ثم ينشرونها على طريقة إذا سمعوا أمراً من الخوف أذاعوا به. إذا استخدمت السياسة قالوا عنها عمالة!! وإذا استخدمت القوة العسكرية قالوا عنها تهوراً..!! وإذا رفضت التعامل مع أسيادهم قالوا عن ذلك حصاراً..!! وإذا فعلت كل ذلك مجتمعاً قالوا بغيض إنه استنزاف لمقدرات واقتصاد الوطن.. ولو تركت كل ذلك مجتمعاً لما عدمتهم الحيلة ولاتهموك بكل مفردات وقواميس العجز والخور!! هؤلاء جن جنونهم بعدما انكشفوا.. وعرفت شنشنتهم ومن هو الأخزم الذي يقف خلفهم!! جربناهم وعرفناهم في كل ملحمة خرج منها الوطن منتصراً.. وكانوا فيها بالتشكيك والإحباط مع الرهان الخاسر دائماً!! هل تتذكرون مواقفهم في حادثة احتلال الحرم!! أو عند غزو صدام للكويت!! أو في أعقاب أصداء هجمات 11 سبتمبر 2001!! أو في أحداث الخريف العربي!! هل تتذكرون ماذا قالوا وسيقولون عند الإعلان عن رؤية المملكة 2030 أو عند أي منجز أو مشروع وطني، ماذا قالوا عند إنشاء جامعة كاوست؟! أو بناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية؟! أو عند الإعلان عن مشروع البحر الأحمر؟!! وسيبقى هؤلاء المرجفون في الأرض بمواقفهم المعروفة وإرجافهم المكشوف مثالاً للخيانة وأضحوكة للأجيال!! وسيبقى الوطن شامخاً نختلف حول رفعته والأسلوب الأمثل لريادته ونتفق في النهاية على عظمته وإجلاله والحفاظ عليه!!