هذا هو وطني.. كعادته عظيما، أبيا، معافى، مهابا بإطلالة القوي الواثق يفتح ذراعيه للسلام والسلم العالمي. ومن واقعه وموقعه يفسح صدرا رحبا للمسلمين في كل أنحاء المعمورة يسعد بهم بلا ملل، ويسخر إمكاناته من أجلهم دون كلل، ويسعى بكل ما يملك لتقديم أفضل خدماته لراحتهم وتيسير مناسكهم حجاجا كانوا أو معتمرين أو زائرين. ** ** وطني العظيم لم يفعل ذلك كله لأجل المنة على أحد. ولم يرغب يوما أن يفاخر بخدماته أو يزايد بها أو عليها لتحقيق مكاسب أيا كانت. بل ترك المساحة بيضاء للمنصفين ليتحدثوا بما وجدوه ولمسوه وعايشوه من حسن ضيافة ورعاية وعظيم اهتمام وكبير عناية تراعي كل المستجدات وتواكب أحدث التقنيات على مستوى العالم. وطني الذي حباه الله هذا الفضل العظيم لا يتوانى في فتح خزائنه دون تردد.. واستنفار كل كوادره لإنجاح مواسم الحج واستقبال القادمين إليه في كل وقت دون قيد أو شرط. حتى تلك الدول التي سعت لحجب مواطنيها ومنعهم من الحج كان وطني وفيا لمواقفه وخياراته تجاهها فرغم كل الإساءات التي لحقت به إلا أنه مد يدا من العطاء والمحبة للأشقاء من حجاج قطر. عندما وجه الوالد القائد باستضافة حجاج قطر لأداء مناسك الحج على نفقته الخاصة. وموافقته حفظه الله على إرسال طائرات خاصة لنقلهم جوا من الدوحة. فمثل هذه المواقف تكشف ماهية الركائز التي تستند عليها المملكة في رعاية ضيوف الرحمن والعناية بهم. وكيفية القفز على جراح الخيانة وعدم ترك المجال للمتغيرات السياسية للعبث في مبادئها ومواقفها الراسخة. ولعل موقف القيادة الأخير كان واحدا من مواقف عديدة لا تنسى لوطني ولقادته موقف من جملة مواقف تؤكد أن هذا الوطن ليس مجرد مساحة بل واحة لقيم الوفاء والعطاء والكبرياء. فاره هذا الوطن بقامته وبسمو قادته وأبنائه عن الصغائر. عظيم برسالته الإسلامية والإنسانية وبقيمه وأخلاق شعبه.. التي باتت نموذجا يُدرس في أخلاقيات الأمم والشعوب ولعل أيامنا القادمة ستشهد مواقف أخرى تكشف المزيد من هذه الحقائق. ففي المشاعر المقدسة ستتجلى صور عظيمة عنوانها السلام والمحبة مظاهر حقيقية للإنسانية والنبل والبذل الجاد ليتأكد الكل بأنها صورة الإنسان السعودي التي عرف بها وستظل عنوانا له. أما أولئك المرجفون في الأرض فلن تتحقق أهدافهم ولن يبلغوا مبتغاهم أبدا. هنا سيكون دورنا كإعلام كبيرا ومكملا لكشف كل الذرائع وتحصين كل المسامع من أي غث. فالزبد يذهب جفاء، ويمكث على أرض الواقع ما يعرفه الناس عن المملكة قيادة وشعبا.