تداعيات المشهد السياسي في باكستان في مرحلة ما بعد استقالة نواز شريف من منصبه كرئيس للوزراء وإبعاده عن رئاسة حزب الرابطة الإسلامية الحاكم، انعكست على الساحة السياسية والحزب الحاكم، مما دفع أسرة شريف إلى إقناع كلثوم نواز زوجة رئيس الوزراء السباق لترشحها لخوض الانتخابات والحصول على عضوية مقعد البرلمان الشاغر عن زوجها في لاهور، مما سيتيح الفرصة لزوجة نواز أن تصبح عضوة في البرلمان في حالة فوزها من مركز اقتراع 120 لكي تترشح لمنصب رئيس حزب الرابطة الإسلامية الحاكم خلفا لزوجها الذي عين السرداز يعقوب رئيسا مؤقتا للحزب. كلثوم نواز التي تعرف بهدوئها عرف عنها الصمود والإرادة القوية، وظهر ذلك جليا من خلال قيامها بالاحتجاجات خلال فترة سجن زوجها بعد الانقلاب العسكري من قبل الجنرال مشرف. المراقبون ينظرون إلى ترشيح كلثوم نواز لعضوية البرلمان ومن ثم كرئيسة للحزب الحاكم قد يكون توطئة لكي تصبح رئيسة للوزراء في حالة فوز حزبها في الانتخابات القادمة 2018 أو حتى قبل ذلك خصوصا إذا اعتبرنا رئيس الوزراء السابق وابنته مريم لن يشاركا في الانتخابات القادمة بسبب القضايا المرفوعة عليهما في مكتب المحاسبة الوطني. من جهة أخرى، رفضت مصادر في الحزب الحاكم أن يؤدي تعيين زوجة نواز كرئيسة للحزب الحاكم لحدوث انشقاقات داخل الحزب نافيا أيضا وجود خلافات داخل أسرة شريف وتحديدا بين أسرة نواز وأسرة شقيقه شهباز الذي يرأس إقليم البنجاب. وقالت مريم شريغ في تغريدة لها أمس: «لا صحة لوجود أي خلافات في أسرة شريف إطلاقا». وكانت تقارير إعلامية أشارت بوجود خلافات بين مريم شريف وابن عمها حمزة الذي يعتبر رئيس وزراء إقليم البنجاب في الظل. وجاء الإعلان عن ترشح كلثوم للانتخابات بعد قيام نواز شريف بقيادة قافلة إلى مسقط رأسه في لاهور اجتذبت آلاف المؤيدين الرافضين لقرار المحكمة العليا بعزله. وستخوض كلثوم التي لم يسبق لها الترشح للبرلمان الانتخابات في معقل نواز شريف السياسي داخل المدينة المسورة في لاهور حيث لم يخسر زوجها قط.