• يقول المثل «اللي هذا أوله ينعاف تاليه»، وهو مثل يطلق على أي بداية هزيلة ومخيبة وغير متوقعة، تصيب آمال وتطلعات الغيورين على هذه المخرجات بالإحباط والأسى. •• كانت دورة تبوك الدولية الثانية، التي اختتمت مؤخراً بتحقيق فريق الاتفاق السعودي لبطولتها، بعد فوزه على فريق الصفاقسي التونسي بهدف دون مقابل، محل اهتمام وترقب من قبل جماهير استثنائية في كثافتها وعشقها وتضحياتها وصبرها على صدمات الكوارث التي «استعصى محاسبة مقترفيها»، تلك هي جماهير نادي الاتحاد. •• تلك الجماهير العاشقة انتظرت انطلاق الدورة وهي تمني النفس أن يكون فريقها المشارك في هذه الدورة للمرة الثانية، قد استشعر كل ممثليه بدءاً بمدربه ومروراً بكل لاعب من اللاعبين المشاركين، بحجم ما استنزفه هذا الفريق من أعصابها وأرقها واحتراقها وصحتها.. طوال فترة صراع الإدارة الحالية «برئاسة أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي»، وتفانيها وبذلها في سبيل الحفاظ على نفس عناصر الفريق الأساسيين ومحترفيه الأجانب وجهازه التدريبي بقيادة التشيلي لويس سييرا. •• كل تلك الضغوط النفسية والمعنوية تجرعت مراراتها جماهير الاتحاد، ولم يهنأ لها بال إلا بعد أن تمكنت إدارة الاتحاد من التغلب على كافة الالتزامات المالية، التي أبقت على المدرب والمحترفين الأجانب بعد مسلسل مستفز من المماحكات والتعنت والمغالاة في تجديد العقود استغلالاً للقرار الجائر بمنع النادي من التسجيل لفترتين. •• كانت هذه الجماهير الوفية تتوقع أن يكون فريقها مستشعراً حجم هذه المعاناة والتضحيات التي بُذلت والضغوط الانتهازية التي مورست على النادي وإدارته وتم مواجهتها والقبول بها؛ من أجل الظفر بالحفاظ على عناصر هذا الفريق، وكم كانت سعادة وابتهاج هذه الجماهير بتحقيق هذا «المنجز». •• كل ما سبق جعل هذه الجماهير تتعشم بفريق تواق لتقديم نفسه بالمستوى الذي يبرهن من خلاله أنه أهل لكل تلك التضحيات وسيجعل من إطلالته الأولى في دورة تبوك الثانية أمام جماهيره التي يدين لها فوق تضحياتها بالفضل الأول في نجومية محترفي الفريق وشهرتهم، فبلغ سقف العشم لدى الجماهير الاتحادية تحقيق فريقها للقب الدورة الثانية، خصوصاً أن الفريق كان له في الدورة الأولى حضور مشرف، فإلى جانب تحقيقه للمركز الثالث، كان أفضل لاعب في الدورة لاعب الاتحاد فهد الأنصاري، وهداف الدورة أيضاً لاعب الاتحاد عبدالرحمن الغامدي!!. •• إلا أن هذه الجماهير المغلوب على أمرها صدمت بفريق أحر ما لدى هذه الجماهير أبرد ما عنده، لا روح، لا إحساس، لاعبون متثائبون، منهكون، على عكس ما كان عليه بعض هؤلاء اللاعبين في دوريات الحواري في شهر رمضان الماضي!! وأما المحترفون الأجانب فقد تحول حضورهم في الدورة الثانية إلى عنتريات وتشويه، فهل هذا الاهتراء في الفريق يُنذر باستغلال اللاعبين لظرف النادي المتمثل في منعه من التسجيل؟!، والله من وراء القصد. تأمل: من مأمنه يُؤتى الحذر. فاكس: 6923348