مع دخول الأزمة القطرية شهرها الثالث، مازال المجتمع الخليجي والعربي والعالمي منشغلا بتداعياتها، التي تسببت فيها قطر بدعمها للإرهاب ومموليه، وارتمائها في أحضان النظام الفارسي. واستقطبت الأزمة اهتماما شعبياً خليجياً وعربياً واسعاً مع تسليط إعلامي عالمي، خصوصا مع استمرار الجعجعة القطرية البلهاء، وطحن الدول الرباعية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب واستمرارها في كسر العظم القطري من خلال تعريته أمام العالم، ووضع العديد من الكيانات والأفراد التي تدعمها قطر بشكل مباشر وغير مباشر في قائمة الإرهاب والاستمرار بعزل قطر سياسيا. وظل موقف الدول الرباعية متماسكا وثابتاً من اليوم الأول للأزمة، لأن القضية لا تتعلق بسوء تفاهم في الجوانب الثنائية، أو قضية حدود، أو اختلافات في وجهات نظر حيال قضايا سياسية، بل تتعلق بدعم وتمويل قطر للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم خطاب الكراهية والتطرف وتوفير ملاذات أمنية للإرهابيين. وهذه قضايا تتعلق بمنظومة الأمن الخليجي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عنها. في المقابل، أصرت قطر على الاستمرار في تزوير الحقائق وعدم التراجع عن سياساتها الداعمة للإرهاب، متذرعة باعتبارات السيادة التي باعتها بثمن بخس للنظام الإيراني، الذي أصبح الآمر الناهي في الدوحة. كما رفضت قطر الإذعان للمطالب الشرعية ال13، ما يعني أنها قررت وضع شعبها في الواجهة، وعزلت نفسها، وهي تدرك أن هذه العزلة السياسية ستستمر لسنوات عديدة قادمة حتى ترضخ للمطالب الشرعية. ومع دخول الأزمة القطرية شهرها الثالث، على الدوحة أن تدرك أنها لا تستطيع الاستمرار طويلاً في المكابرة والجعجعة الإعلامية والسياسية، لأنه ليس لديها سياسة النفس الطويل وهذه الجعجعة ستنتهي قريبا، وعليها أن ترضخ للمطالب الشرعية حتى لا تضطر الدول الرباعية لتصعيد إجراءاتها الاقتصادية والسياسية والقانونية ومضاعفة الضغط على قطر لوقف دعمها وتمويلها واحتضانها لأفراد وجماعات إرهابية، لأن الدول الرباعية لن تسمح لها باختراق المنظومة الأمنية الخليجية واستمرار التآمر القطري على مقدرات الشعب الخليجي وشعوب الأمة العربية والإسلامية.