شدد وزير الخارجية عادل الجبير أمس الخميس على أن المملكة لن تتساهل مع الإرهاب وتمويله، داعيا قطر إلى وقف دعم الإرهاب والتجاوب مع المطالب العربية. وقال الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البلجيكي، ديديه رايندرز في بروكسل: «تركز نقاشنا على التطرف وأننا لن نتساهل بالمرة مع الإرهاب وتمويله والترويج لخطابات الكراهية». وأكد أن ذلك هو توجه المملكة والدول الثلاث الداعية لمكافحة الإرهاب، في إشارة إلى الإمارات ومصر والبحرين. وطالب الجبير قطر بمنع تمويل الإرهاب ومنع تشجيع خطاب الكراهية وعدم إيواء المتهمين بالإرهاب، مؤكدا أن «قائمة المطالب التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تتمحور حول هذه القضايا». «منوها إلى أن المطالب من قطر تندرج ضمن السياسات الدولية في مكافحة الإرهاب». خطاب الكراهية وبيّن الجبير خلال المؤتمر الصحافي أن المملكة «استضافت مؤتمر مكافحة الإرهاب بمشاركة 50 دولة». وقال «لدينا علاقات قوية مع سائر الدول، ونتعاون استخباراتيا ضد الإرهاب». وذكر الجبير أن «قطر تسمح لوسائل إعلامها بنشر خطاب الكراهية والتحريض»، لكنه أمل «أن تسود الحكمة قطر وتلبي مطالب وقف دعم الإرهاب». وأشار الجبير إلى أن «سياستنا هي صفر تسامح مع الإرهاب ومصادر تمويله»، مضيفاً «أجرينا محادثات بناءة ونتطلع إلى تعميق العلاقات مع أوروبا». وأوضح الجبير أن رؤية 2030 تحمل رؤية إستراتيجية بعيدة لمستقبل السعودية. من جانبه، قال وزير الخارجية البلجيكي إن بلاده تعمل مع المملكة على مكافحة التطرف والإرهاب. رهان الوهم واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن رهان قطر على الحل الخارجي من قبيل الوهم والسراب، محذرا إياها مما وصفه ب«رب الزلق». وقال قرقاش في تغريدات على تويتر: «في أزمة قطر الممتدة الرهان على الحل الخارجي ينحسر، وهو رهان واهم ينتقص ويهمش ضرر قطر على جيرانها، والتطاول والمناورة لا تمثل إستراتيجية». وذكر أنه «في ظل إدراك المجتمع الدولي أن حل مأزق قطر خليجي، نبحث عن الحكمة لا المكابرة، كبير من يقول أخطأت بحقكم ومصلحتي ووجداني ضمن البيت الخليجي». واعتبر أن من الحكمة أن تدرك الدوحة أن «الحل خليجي ومفتاحه السعودية»، داعيا إياها إلى التوقف عن «المناورة والمكابرة والاستقواء بالحزبي والأجنبي»، واعتبر أن ذلك من قبيل ما وصفه ب«درب الزلق الذي لا نتمناه للدوحة». وقال قرقاش إن «الاعتماد على حل خارجي وتمييع المفاهيم سراب، ويبقى أساس الأزمة حيّا وملخصه تغيير التوجه». واستطرد بالقول: «الخوف أن قطر التي انزلقت سياستها من التوسط بين الأطراف إلى تمويل ودعم التطرف ستنزلق مجددا عبر البوابة الخارجية، أوهام السيادة صعبة التصديق». تسجيلات للإرهابيين من جانبه، قال سفير الإمارات في موسكو عمر سيف غباش، أمس الخميس: إن تعاون قطر مع تنظيم القاعدة الإرهابي أدى لاستشهاد جنود إماراتيين في اليمن، مشيرا إلى وجود تسجيلات من الميدان تثبت ذلك، «لكنه ليس الوقت المناسب للإعلان عنها». وردا على سؤال مقدمة برنامج «هارد توك» في «بي بي سي»، قال السفير الإماراتي: إن هناك أدلة بالصوت والصورة على الدعم القطري للإرهاب في اليمن وليبيا وسوريا. وحين سألته المذيعة عن عرض تلك الأدلة على الجمهور، أجاب: «ليس الوقت مناسبا»، مشيرا إلى أن دول الخليج حرصت على احتفاظ قطر «بماء الوجه» حين أبقت اتفاقات 2013 و2014، التي وقّعت عليها قطر سرية، وذلك على عكس ما فعلت الدوحة حينما سربت المطالب، التي قدمت إليها عبر الوساطة الكويتية بعد تسلمها بساعات. وفصل السفير عمر غباش ما جرى في اليمن، قائلا: إن قطر كانت ضمن تحالف دعم الشرعية، وتعرف معلومات قوى التحالف. وعندما كانت القوات الإماراتية تستعد لعملية ضد القاعدة في اليمن نقل القطريون موقع القوات الإماراتية وخططها للقاعدة فوصل أربعة انتحاريين وفجروا أنفسهم في القوات الإماراتية.