شددت السعودية أمس، على ضرورة أن تتخلى قطر عن دعمها الإرهاب في المنطقة، وأعلنت أنه «إذا أرادت قطر العودة إلى محيطها الخليجي، عليها تنفيذ المطالب والالتزامات السابقة». وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله بأن تسود الحكمة لدى الدوحة وتنفذ المطالب، مضيفاً: «لسنا في عجلة بالتعامل معها». واتهم قطر بتمويل إرهابيين للسيطرة على مكةالمكرمة والمدينة المنورة (للمزيد). وأكد الجبير في مؤتمر صحافي عقده أمس في بروكسيل، أن الدول المقاطعة قطر تريد من الدوحة أن «توقف دعم الإرهابيين وإيواءهم على أراضيها»، ولفت إلى أن الإجراءات اتخذت بعد جهود حثيثة لإقناع الدوحة بتغيير سياستها. وأكد الجبير أن قطر متورطة في دعم إرهابيين سعوديين ومنحهم الجنسية القطرية، وقال: «هناك إرهابيون يجمعون المال في قطر ويسلمونه إلى الإرهابيين، وهناك إرهابيون مطلوبون يتنقلون بجوازات سفر قطرية، وسبق للهلال الأحمر القطري أن سلم جماعات إرهابية في ليبيا دعماً، وسبق لهم أن دعموا مخططاً لاغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز»، ولفت إلى أن قناة «الجزيرة» القطرية «استُخدمت للتطرف، وتحويل أسامة بن لادن إلى بطل». وشدد على أن «الإرهابيين يحاولون السيطرة على مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وسبق للدوحة أن موّلتهم ودفعت مئات الآلاف فداء للإرهابيين لاستخدامهم ضدنا، ونحن نقول بلغ السيل الزبى». وأكد الجبير أن سياسة السعودية «هي صفر في التسامح مع الإرهاب ومصادر تمويله»، مضيفاً: «أجرينا محادثات بنّاءة، ونتطلع إلى تعميق العلاقات مع أوروبا»، وأن السعودية «استضافت مؤتمر مكافحة الإرهاب بمشاركة 50 دولة، ولدينا علاقات قوية مع سائر الدول، ونتعاون استخباراتياً ضد الإرهاب». في أبو ظبي، أكد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن حل أزمة قطر «حل خليجي، وأن الدول المقاطعة تبحث عن الحكمة لا المكابرة». وأردف قرقاش في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» أمس: «تمر كل أزمة بضبابية، مقصودة وغير مقصودة، فالمناورة والاعتماد على حل خارجي وتمييع المفاهيم سراب، ويبقى أساس الأزمة حياً، وملخصه تغيير التوجه». وتابع: «في أزمة قطر الممتدة، الرهان على الحل الخارجي ينحسر، وهو رهان واهم ينتقص ويهمش ضرر قطر على جيرانها، والتطاول والمناورة لا يمثلان استراتيجية»، مضيفاً: «الخوف أن قطر التي انزلقت سياستها من التوسط بين الأطراف إلى تمويل التطرف ودعمه، ستنزلق مجدداً عبر البوابة الخارجية. أوهام السيادة صعبة التصديق». وقال أن من «الحكمة أن تدرك الدوحة أن الحل خليجي ومفتاحه السعودية. المناورة والمكابرة والاستقواء بالحزبي والأجنبي لا نتمناها للدوحة». وتأتي التصريحات الخليجية المتمسكة بالمطالب الموجهة إلى الدوحة، قبل يومين من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنطقة في محاولة منه لإخراج قطر من أزمتها. في مكةالمكرمة، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية أمس، أن «عدد المعتمرين تجاوز 6 ملايين معتمر، وفي ظل الوضع السياسي الراهن مع الدوحة، فإن حكومة المملكة العربية السعودية ترحب بضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها قطر. وعن أداء الحجاج من قطر فريضةَ الحج هذا العام، قالت: «يمكن القطريين والمقيمين في قطر ممن لديهم تصاريح حج من وزارة الحج والعمرة في المملكة ومن الجهة المعنية بشؤون الحج في قطر والمسجلين في المسار الإلكتروني للحج، المجيء جواً مع شركات الطيران الأخرى التي يتم اختيارها من جانب الحكومة القطرية وتتم الموافقة عليها من الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة». وفي الدوحة أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مرسوماً أمس، بتعديل بعض أحكام القانون رقم (3) لسنة 2004 في شأن مكافحة الإرهاب، تضمن «تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب، واستحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية، وتحديد إجراءات إدراج الأفراد والكيانات على أي منهما، وبيان الآثار المترتبة على ذلك، وتثبيت حق ذوي الشأن بالطعن في قرار الإدراج أمام محكمة التمييز».