تأسيس السعودية ظلت تعمل حتى اليوم على تعزيز علاقاتها في المحيط الخليجي والعربي والإسلامي، وتلعب دورا إستراتيجيا في إيجاد حلول لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، بدءا من القضية الفلسطينية والسورية والأزمة العراقية، وانتهاء بالأزمة اليمنية التي نتجت عن التدخل الإيراني العسكري لدعم ميليشيات الحوثي ومرتزقة صالح، بالمقابل سعى النظام الإيراني الإرهابي بكل ما في وسعه لتدمير الأمة الإسلامية، ونشر الفكر الطائفي القميء، والتدخل السافر في شؤون الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وإثارة الفتن والقلاقل في البلدان العربية وفي جميع أنحاء العالم، عبر ميليشيات القدس الإرهابية التي يرأسها مهندس الإرهاب العالمي قاسم سليماني، وما خفي كان أعظم خصوصا في قطر التي حولتها إيران لبؤرة تدعم الإرهاب الطائفي والظلامي حتى أصبحت طهران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم بامتياز. وتفننت إيران في استخدام الفتن والحروب الطائفية كسياسة إيرانية ثابتة للتدمير، جاعلة من المذهبية عنصر التزام لتحقيق غايتها الطائفية القميئة؛ إذ أصبحت الطائفية منهجا جُبل عليه النظام الإيراني، تحت غطاء تصدير الثورة، التي كشفت نواياها الحقيقية من خلال تبني الفكر الاثني عشري مذهبا رسميا، وإبادة أهل السنة في العراق وسورية واليمن ولبنان ونشر الفتنة الطائفية في المنطقة. والنظام الإيراني لم يكتف بالتدخل العسكري في اليمن ودعم الميليشيات الحوثية بالسلاح للانقلاب على الدولة الشرعية، ومنهج اليمن كدولة سنية معتدلة بل حولها إلى دولة إرهابية طائفية، وهذا ما فعله في العراق وسورية ولبنان. لقد أطل الإرهاب الإيراني من باب الطائفية وصنع ثقافة الفتنة والقتل والدمار والفوضى والحرب الطائفية، وزرع نظام قم الإرهاب في كل مكان. وشتان ما بين دور السعودية التي تعمر وتبني وتساعد وبين دور إيران المدمر؛ فالسعودية ساعدت العراق على إحلال السلام في بلاد الرافدين، ودعمت الحلول الشرعية للأزمة السورية، ورمت بثقلها وراء دعم الشرعية في اليمن، وفي لبنان سعت إلى دعم جهود الوحدة الوطنية. وفي القضية الفلسطينية استمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم هذه القضية في المحافل الدولية وخصوصا قضية القدس والمسجد الأقصى باعتبارها قضية المسلمين الأولى فضلا عن حرصه على تعزيز الأمن والسلم العالميين. إيران سعت لإشعال الحرائق في المنطقة، والسعودية عملت ليس فقط على إطفاء حرائق إيران بل مواجهتها وعزلها عن المحيط الإسلامي والعالمي ونجحت بامتياز. وعلى نظام خامنئي أن يعرف جيدا أن هناك خطوطا حمراء إذا تجاوزها فله الويل والثبور. منذ