تستمر إيران في تدخلاتها المعلنة والسافرة في الشأن السوري والعراقيواللبناني وأخيرا في اليمن، من خلال دعم جماعة الحوثي لإذكاء الفكر الطائفي المقيت وتدمير مكتسبات الأمة العربية والإسلامية لتصبح معول هدم وتخريب في المنطقة العربية. وينعكس هذا التدخل السافر المعيب في نسخته الجديدة عبر تصريحات علي أكبر ولايتي رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام في إيران ومستشار علي خامنئي، والذي أشار فيها علانية وبشكل سافر إلى أن انتصار الحوثيين في اليمن بات أمرا وشيكا -على حد زعمه، واعترافه رسميا ولأول مرة بدعم إيران القميء لجماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، إذ أعلن ولايتي أن إيران تدعم ما أسماه بالنضال العادل لما يسمى بأنصار الله في اليمن، وهو في الواقع والحقيقة تدخل سافر وقميء وحقير في الشأن اليمني إن دل على شيء فإنه يدل على حقيقة الفكر الطائفي الإيراني المدمر. ولايتي لم يكتف بذلك بل أعرب عن أمله بأن يتمكن ما يسمى بأنصار الله من أداء دور في اليمن مشابه لدور حزب الله في لبنان، وهذا اعتراف آخر ومعلن أن ملالي قم يتحركون لتدمير لبنان أيضا مثل العراقوسوريا، وشركاء حقيقيون في تخريب مكتسبات الأمة. ومن الواضح للعيان، أن إيران أصبح لديها أطماع توسعية طائفية وتاريخ حافل بالتدخلات الخارجية في شؤون الشعوب الأخرى، وهي تسعى لفرض هيمنتها الطائفية الخبيثة لتدمير مقدرات الأمة الإسلامية. فما تمارسه إيران ليس تدخلات في الشأن اليمني فحسب، بل هي أطماع واسعة تتعدى ذلك لتكريس الفكر الطائفي والذي أصبح مسارا إيرانيا عدائيا تصادميا ضد الدول العربية عبر غيها وكذبها، وهذا ما كشفت عنه تصريحات ولايتي والتي أماطت اللثام عن السياسات الإيرانية الطائفية في المنطقة. إن الحقائق تكشفت.. ومؤامرة ملالي قم لتدمير السلام ودعم التنظيمات الإرهابية وإثراء الفكر الطائفي الظلامي وبث الشقاق وتفعيل الصراع وإثارة الفوضى والأزمات وإيقاظ الفتن ودعم الجماعات الشيعية في المنطقة وإثارة النعرات المذهبية والاضطرابات السياسية والفوضى الأمنية، ظاهرة للعيان. وبعد تصريحات ولايتي، لم يعد الحديث عن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لليمن همسا بين دوائر أمنية وسياسية، بل تعداه إلى العلن والمجاهرة بالغي. والمطلوب من المجتمع الدولي لجم إيران والحد من تنفيذ مخططاتها الطائفية في اليمن والتحرك بشكل عاجل لوقف المخططات الإيرانية الطائفية التي بدأت في سوريا التي تعيش أسوأ مراحلها بسبب دعم الباسيج الإيراني الطائفي للنظام الأسدي الهمجي وكذلك في العراقولبنان، والآن يستشري الداء الطائفي الإيراني في اليمن. إن الحل الذي قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية يعتبر الأساس لأي حل آني ومستقبلي للأزمة في اليمن، وعلى اليمنيين تحكيم لغة العقل على صوت السلاح وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لكي ينعم اليمن بالأمن والاستقرار.