تحت وطأة الحقائق الثقيلة، أقرت قطر لأول مرة بشكل علني موقفها الرافض للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، وتأتي تلك الاعترافات بعد تأكيدات مسؤولين يمنيين وقوات التحالف العربي عن أدوار مشبوهة وقف خلفها الدوحة، ما أدى إلى استبعاد قواتها. واستغرب وزير الدولة اليمني صلاح الصيادي في حديثه إلى «عكاظ» من تصريحات وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية، متهماً الدوحة بأن مشاركتها جاءت ضمن تخطيط وتنسيق مع القوى الانقلابية المدعومة من إيران، وإعاقة عمليات التحالف العربي. وقال الصيادي إن العطية اعترف بلسانه أنه لم تكن مشاركة بلاده إلا من خلال غرفة العملية وتواجد قواته على الحدود السعودية، ولا يتجنب الوزير اليمني اتهام الدوحة بتحديد أهداف داخل السعودية (نجران، وظهران الجنوب) للحوثيين «بدليل توقف هجمات ميليشيات بعد خروج قطر من التحالف على الأراضي السعودية». واعتبر الصيادي مشاركة قطر في التحالف «خنجرا مسموما في ظهر التحالف العربي طوال الفترة الماضية»، مشيراً إلى أن التصريحات تبين مدى قوة العلاقة بين الدوحة والحوثيين من جهة، وبين قطروإيران من جهة أخرى. ولفت إلى أن ما تشهده الجبهات في المخا وصنعاء من نجاحات تعد واحدة من ثمار خروج قطر من التحالف العربي. من جهته، اعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في حديثه إلى «عكاظ» تصريحات العطية بأنها السياسة الفعلية التي تحكم قطر فيما يخص الملف اليمني. وقال غلاب: «كانت عاصفة الحزم بوابة كبيرة للدوحة لكي تعدل من سياستها، لكنها اتخذت من وجودها داخل التحالف مساراً لاستمرار تنفيذ سياساتها الفعلية للسياسات التي تم إعلانها بعد أن أصبحت جزءا من التحالف ولكنها بطرق ملتوية عملت على إعاقة التحالف واشتغلت في أكثر من جانب وبطريقة مضرة بتمسك لحمة الشرعية وعملت على تسريب معلومات وإحداثيات وتمويل للحركة الحوثية ودعمها للقاعدة». وأضاف: «من يراقب بعض الاتجاهات التي تتشكل في اليمن وأغلبها ممولة من قطر بدأت تشكك بالتحالف وتتحدث عن إيقاف الحرب وإعادة بناء التحالفات، وبالذات مع الحركة الحوثية، بل وهناك هجوم واضح وممنهج من قبلهم ضد التحالف وأحياناً يشككون ببعض أطراف الشرعية». وأبدى تخوفه من تحول قطر إلى مخلب إيران في المنطقة قائلاً: «لدينا تخوفات من التدخلات القطرية في المرحلة القادمة في اليمن، فقد تتحول مخلب قط لإيران وتدفع وتحاول أن تستغل علاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان للتأثير على البعض لتنفيذ أجنداتها في اليمن، وهي أجندات تستهدف السعودية وأمن دول الخليج». .. والحوثيون يرحبون احتفى الحوثيون بتصريحات وزير الدولة القطرية لشؤون الدفاع خالد العطية، ورحب رئيس «اللجان الثورية» الحوثية الموالية لإيران محمد علي الحوثي بتصريحات العطية وموقف بلاده من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. ووصف الحوثي على صفحته في «فيسبوك» تصريحات العطية ب«الخطوة المتقدمة»، معربا عن أمله ب«المزيد من المواقف القطرية» بحسب «سكاي نيوز» عربية. وتورطت الدوحة بلعب أدوار مشبوهة في اليمن، ودعم الحوثيين الموالين لإيران بمبالغ مالية ضخمة بدأت منذ وقت مبكر في حروب الميليشيات الطائفية ال6، كما اتهم مسؤول سعودي رفيع، الدوحة بتزويد الحوثيين لإحداثيات قوات التحالف والشرعية، وسط تأكيدات من وزراء في الحكومة اليمنية ب«خيانة قطرية» بدأت منذ انضمام قوات الدوحة إلى التحالف العربي لمساندة الشرعية.