الناظر في أحوال دول الخليج العربي في الآونة الأخيرة، يتعجب من طول صبر قيادتنا الحكيمة على تهور الإخوة في دولة قطر، وعدم اهتمامهم بالنصائح، واستمرارهم في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة، رغم التلميح لهم تارة، والتصريح لهم أخرى، لكن طفح الكيل، ولم يعد هناك مجال لاستمرار هذه السياسة الرعناء، فقادت المملكة العربية السعودية القرار الخليجي والعربي بمقاطعة «قطر» وبالتعاون مع أشقائها الإمارات والبحرين ومصر. لقد اقترب الخطر من دول الخليج لولا حنكة ودهاء ولي العهد الذي أدرك مغبة أفعال حكام قطر وما يترتب عليها من أخطار قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. إن شجاعة ولي العهد وذكاءه في اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وحشد التأييد الخليجي والعربي له قد وضعت حاكم قطر في مأزق وجعلته يتخبط في قراراته وردود أفعاله، وقد كشفت الأزمة القدرات التي يتمتع بها الأمير محمد بن سلمان والتي تؤهله لوضع المملكة في مكانتها اللائقة بها وسط العالم. كما كشفت كذلك كثيرا ممن نظنهم إخواناً وحلفاء، فإذا بهم ينقلبون إلى أعداء، يظهرون عداوتهم وحقدهم الدفين على المملكة، وصدق القائل: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي فقد عرفنا في اليمن أننا نحارب عدواً واضحا هو «إيران» وأذنابها الحوثيين، أما في هذه الأزمة فقد انكشفت أمور كثيرة وانقلبت الموازين وصار الصديق عدواً واشتعلت حرب نفسية قذرة ضد المملكة وهي تحمي أرضها وشعبها من الإرهاب الذي تدعمه حكومة قطر. لاشك أن الأيام حبلى بالمفاجآت، وسيعلم كل منهم حدوده ويتعلم كيف يتعامل مع المملكة في حجمها الحقيقي، ويضع نفسه في الوزن الذي يستحقه، وكلنا أمل في ملكنا الحازم وأميرنا الهمام أن يستمرا في دعم المسيرة الحقيقية للسلام التي تقودها المملكة العربية السعودية بحكمة واقتدار.. والله الموفق.