قطع استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المرزوعي، بعدم صحة ما يتردد عن وجود قطرة للعين تحمي مرضى السكري من الإصابة بالمياه البيضاء «الكتاركت»، مؤكداً أن ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود قطرة تحمي العين مدى الحياة من التعرض للكتاركت غير صحيح جملة وتفصيلا، إذ إن إمكان تعرض أي فرد للإصابة بالمياه البيضاء خلال أي مرحلة من مراحل العمر أمر وارد. وأوضح أن كل القطرات الموجودة في الصيدليات هي لعلاج المصابين بالحساسية، وخدش القرنية، وضغط وتعقيم العين، وغير ذلك من القطرات التي تعد علاجية وليست وقائية من الإصابة بأي أمراض العيون المعروفة. ولفت إلى أن الماء الأبيض عبارة عن عتامة في العدسة البلورية داخل العين، وهذه العدسة في الحالات الطبيعية تكون شفافة وتسمح بمرور الضوء إلى داخل العين، ومن ثم تركيزه في نقطة معينة على الشبكية، والتي بدورها تقوم بتحليله على شكل صورة وإرساله إلى الدماغ والذي يتعرف على هذه الصورة خلال عملية بالغة الدقة والتعقيد، فلو حصلت عتامة أو ضبابية داخل مكونات العدسة البلورية لأي سبب فإن هذه الحالة تسمى «الماء الأبيض». وأرجع الدكتور المرزوعي الإصابة بالماء الأبيض لعدة أسباب أكثرها شيوعا هو التقدم بالسن، فضلاً عن بعض مضاعفات الحمل كبعض الالتهابات والأمراض المعروفة طبيا، ومنها ما هو ناتج من إصابات العين المباشرة، أو التهابات داخل العين، أو ماهو ناتج من بعض الأدوية، مثل الكورتيزون، أو كمضاعفات لبعض الأمراض المزمنة مثل السكري، أو نتيجة التعرض لبعض العوامل البيئية كالأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة أو التعرض للأشعة العلاجية في منطقة الرأس والرقبة، أو ممارسة بعض العادات غير الصحية كالتدخين. وأضاف «شكوى أعراض المياه البيضاء تختلف من شخص لآخر، فهناك من يشكو من وجود ضباب أمام العين، وهناك من يعاني من حدوث انخفاض شديد في الرؤية عند التعرض لأشعة الشمس، وهناك من يعانون من سرعة تغير النظارة الطبية على فترات قليلة ومتلاحقة». وخلص إلى القول «يكون علاج الماء الأبيض بإزالة العدسة المعتمة (غير الشفافة) واستبدالها بأخرى صناعية شفافة وصافية بديلة تتم زراعتها بدقة داخل العين مدى الحياة. وتتم إزالة العدسة بطرق عدة (مثل الشق الجراحي او بالموجات فوق الصوتية أو بالتقنيات الجديدة) يقررها الطبيب الجراح».