الماء الأزرق * ما الفرق بين الماء الأزرق والماء الأبيض؟ سعد ش - حفر الباطن - الفرق كبير بينهما حيث أن الماء الأزرق أو الجلوكوما مرض يصيب العين بسبب ارتفاع ضغطها مما يؤدي إلى تلف في العصب البصري وهو المسؤول عن نقل الصور التي نراها إلى المخ. والعصب البصري يحتوي على عدد كبير جداً من الألياف العصبية تقوم بدورها المهم وهو نقل الصور التي نشاهدها إلى الجزء المخصص بالابصار في المخ. وعند تأثر العصب البصري وذلك بسبب تلفه نتيجة لارتفاع ضغط العين يؤدي بدوره إلى تكون بقع عمياء داخل العين تجعل المجال البصري ينكمش مقارنة بما كان عليه قبل المرض. وإذا لم يعالج في حينه قد يؤدي إلى حدوث تلف كامل في العصب البصري مما يؤدي إلى الإصابة بالعمى. وارتفاع ضغط العين أو الماء الأزرق (الجلوكوما) غالبا ما يكون دون أعراض أو أن تكون هناك أعراض خفيفة لا يلقي لها المريض بالاً لكنها سيكون لها تأثير سلبي عليه ان لم يحرص على الكشف المبكر لها. وهذا لا يتأتى إلا بالكشف الدوري في عيادة العيون على الأقل مرة في السنة مما قد يساعد على اكتشافها مبكراً. بينما الماء الأبيض أو الكتاراكت هو اصابة عدسة العين البلورية الشفافة (وهي جسم شفاف خلف القزحية «القسم الملون من العين» تقوم بعمل انكسار لأشعة الضوء القادمة لها لتركيزها علي شبكية العين) بعتامة أو غشاوة تفقدها هذا الصفاء وبالتالي يصبح مرور الضوء من خلالها صعباً مما يؤدي إلى ضعف الرؤية بشكل تدريجي ومؤثر. قد يحدث الماء الأبيض في أي عمر، ولكنه يكثر عند الأشخاص المتقدمين في العمر وقد يكون أكثر من نصف من تجاوزوا الستين لديهم درجة معينة من الماء الأبيض وحصوله في سن مبكرة قد يكون عاملاً وراثياً وراء الإصابة به. الحوادث والإصابات المباشرة للعين قد تحدث أو تكون الماء الأبيض في العدسة البلورية وحصول مثل هذا المرض وارد في المناسبات الرياضية والمدارس وحوادث السير. قد يحدث أيضاً نتيجة لالتهابات العين المزمنة، أو مصاحبة لأمراض مثل داء السكري والذي يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا في مجتمعنا، لذا فإن الحذر من الإصابة به يقي الجسم والعين بإذن الله من أمراض عديدة، كذلك من أسباب حصول الماء الأبيض الاستخدام المزمن لبعض الأدوية كالكورتيزون مثلاً قد تسبب تغيرات في شفافية العدسة. وأصبحت عملية الماء الأبيض من أسهل العمليات التي تجرى حالياً وخاصة في مستشفياتنا المتطورة فالجراحة هي العلاج الفعال والوحيد لإزالة العدسة المعتمة.