أكد المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل تذمر الداخل القطري جراء سياسات النظام الحاكم، مشيراً إلى أن «التذمر الشعبي» يتزايد. وقال الهيل في حوار مع «عكاظ» إن السياسات القطرية أنشأت نظرة عدائية تجاه القطريين في دول خليجية وعربية، كونها تسعى إلى شق الصف العربي، مستعيداً ما يراه «حلم القيادة القطرية» بإنشاء «إمبراطورية» تهيمن على العالم العربي بمساعدة «الإخوان المسلمين»، فإلى نص الحوار: • كيف ترى إجراءات الدول الأربع في قطع علاقاتها الديبلوماسية مع قطر؟ •• لم يتفاجأ أحد بنشوء هذه الأزمة، فالنظام القطري أدمن تقديم التعهدات والتأكيدات بالالتزام بها خلال السنوات الماضية، ولكن في كل مرة كان يخلف وعوده قبل أن يجف حبر التوقيع عليها! للأسف الشديد النظام القطري يجر الوطن إلى مشكلات لا يستطيع معالجتها بسبب جبروته، وغياب العقلانية في صفوفه، وغياب التفكير الإستراتيجي في تعاطي السياسة الخارجية، بل تعاطي السياسة بطريقة رزق اليوم باليوم على المستوى التكتيكي بما يحمله ذلك من ضيق أفق وضعف نظر. • ما تزال قطر ترفض الاتهامات التي وجهت لها بدعمها للمنظمات الإرهابية، كيف تفسر مكابرة الدوحة؟ •• هذا الرفض لا يعني شيئا في الواقع، فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك، وبالوثائق الدامغة المتراتبة، الدور الذي يلعبه النظام القطري في دعم المنظمات الإرهابية في سورية وليبيا ومصر وتونس وغيرها من البلدان. أفهم أن يرفض النظام تلك الاتهامات، فليس بوسعه طبعا الإقرار بها، لكن محاولة استغفال الآخرين لن تمر على أحد بالطبع. الحقيقة التي أصبح الجميع يتفق عليها في كل أرجاء العالم هو أن هذا النظام هو الحليف الممول للإرهاب في العديد من الدول، وقد حانت ساعة الحساب العسير. •لماذا تدعم قطر الإخون وتدافع عنهم؟ •• أحد أهم أحلام المؤسسة الحاكمة في قطر هو إنشاء إمبراطورية يهيمن عليها النظام بمساعدة رافعة سياسية من الإخوان، يغيب عن تلك الرؤية القاصرة أن حقائق الجغرافيا وتوازنات القوى في المنطقة لا تسمح بتطور من هذا القبيل، ويغيب أيضا عن العقلية الحاكمة في النظام القطري أن تنظيم الإخوان الإرهابي يلفظ أنفاسه الأخيرة. هنا أتساءل وبصرف النظر عن الاعتبارات السياسية: لماذا التمسك بمنظومة سياسية تحتضر؟ أين البراغماتية والعقلانية في ذلك؟ • التحالف القطري الإيراني التركي.. كيف تقرأه؟ •• هذا تحالف العاجزين المرعوبين من علو نجم التحالف العربي الساطع الذي يضم السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ومجموعة أخرى من الدول العربية والإسلامية. يحمل هذا التحالف القطري الإيراني التركي المرتبك في طياته بذور فنائه القريب، فلا يوجد ما يجمع بين هذه المجموعة المتنافرة سوى تحالف وقتي قصير الأجل جدا، وخصوصا أن الأجندات السياسية لتلك الدول مختلفة، بل متناحرة. إن سعي النظام القطري للتحالف مع قوتين إقليميتين مترنحتين لخير دليل على مدى التخبط وحالة الإنكار التي يعيشها حاليا، ولذا فإنني أتوقع المزيد من السياسات والممارسات المتخبطة منه، ولن أستغربها إطلاقا. من ناحية أخرى، فإن سماح النظام القطري بوصول جنود من هذه الدولة أو تلك إلى البلاد لن يزيد الوضع القائم حاليا إلا تعقيدا، ولن يؤدي إلا إلى صب المزيد من البنزين على النار المشتعلة، وهذه في مجملها تصرفات خرقاء غير مدروسة، وعاقبتها على المدى الطويل المزيد من الانشقاق في العلاقات الخليجية والعربية. • كيف ترى وضع الداخل القطري حاليا، ومن المتضرر برأيك؟ •• الوضع الداخلي القطري يشهد الكثير من التذمر بين صفوف المواطنين، فسياسات النظام الحاكم أدت إلى نشوء نظرة عدائية نحو القطريين في دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة وغيرها من الدول، وشقت الصف، كما أنها أدت إلى ضائقة اقتصادية ومعيشية فادحة يتحملها الشعب، وبالطبع فإن النظام لا يتأثر بها على الإطلاق، فهو لا يشعر بمعاناة المواطن منذ أمد بعيد، وحتى الأصوات التي تنادي بالتطوير والإصلاح والتغيير تتعرض للقمع والتعذيب في أقبية معتقلات النظام الرهيبة. • كيف ترى قناة الجزيرة وتوجهاتها؟ •• قناة الجزيرة هي أكبر عدو لدولة قطر من الناحية الإعلامية! فهذه القناة تقدم أسوأ صورة ممكنة عن دولتنا، وأساءت إلى وطننا الغالي كثيرا بما سببته من مشكلات عميقة مع أشقائنا وأصدقائنا في كل مكان، ولا عجب في ذلك فهي أداة للتعبير عن نظام أصيب بحالة من الغرور تجعله لا يرى شمس الحقيقة، بل في طغيانه يعمه حتى تأتي ساعته المحتومة.