شدد عدد من المثقفين السعوديين على أهمية الخطوة التي قامت بها الدول السبع في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وذلك بعد أن بلغ السيل الزبى في ممارسات الدوحة تجاه الإجماع الخليجي وعدم إصغائها للدعوات الأخوية للعودة إلى الصف الخليجي والعربي. مؤكدين في المقابل أن هذا القطع لن يؤثر على الوشائج الثقافية مع الإخوة القطريين. بداية رأى عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل ورئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي د. ظافر بن عبدالله الشهري إن قطع العلاقات مع النظام القطري وليس مع الشعب القطري، الشعب القطري شعب شقيق تربطنا به نحن أبناء الشعب السعودي وشائج الدين واللغة والقرابة والأخوة، وشعب قطر كان ضحية لسياسات خرقاء وطفولية لحكام قطر الذين باعوا محيطهم وعمقهم الأخوي والاستراتيجي وسلكوا طريقاً مشبوهاً بدعمهم للإرهاب والجماعات والدول الإرهابية وتعميق علاقاتهم مع إيران الملالي وولاية الفقيه التي زعزعت وتزعزع الأمن في البحرين والسعودية واليمن وسوريا والعراق. صبر ونفس طويل مع قطر: وتابع "هنا وبعد صبر طويل ونفس أطول لدى قادتنا -حفظهم الله- في المملكة العربية السعودية وكذلك قادة الأشقاء في البحرين والإمارات وفِي مصر وليبيا واليمن وغيرها جاء قطع العلاقات مع حكام قطر الذين سلكوا طريق الإساءة والتحريض والدعم ضد دول الخليج العربي والأشقاء الآخرين في اليمن ومصر وليبيا وغيرها". وأضاف "أقول بكل صدق لن يجني الشعب القطري الشقيق من سياسة حكامه الصبيانية إلا الإفلاس والدمار الاقتصادي والسياسي فلا والله لا إيران ولا المنظمات الإرهابية التي تدعمها قطر على مستوى التنظيمات والأفراد يريدون الخير للشعب القطري ودول الخليج جميعها، وأعتقد أن في الأسرة الحاكمة في قطر عقلاء يستطيعون أن يوقفوا هذا العبث الذي يمارسه من هم في السلطة من أسرة آل ثاني ويغلبوا مصلحة قطر وشعبها وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية التي تضررت من سياسة قطر الحالية كثيراً وصبرت أكثر عل الله يصلح أحوال هذا النظام في قطر ويرده إلى رشده ونحن على ثقة أن وشائج القربى والثقافة والأخوة مع الشعب القطري لن تغيرها علاقة حكامهم بإيران والجماعات الإرهابية فشعب قطر شعب عربي أصيل وسيبقى عربياً أبياً لا يمكن بيعه لإيران ومنظمات الإرهاب والتطرف التي تدعمها حكومة قطر". الشعب القطري امتداد لثقافتنا: الباحث والكاتب السعودي د. فهد الأحمري تأسف لما حدث قائلاً :" أشد الأسف لخبر قطع العلاقات مع قطر وبالتأكيد أن الأغلبية يشاركني هذا الرأي، حتى صانع القرار نفسه لم يكن يتمنى أن يحصل هذا الأمر لأنه يؤكد عدم التوصل لتسوية مع نهج السلطات القطرية العدائية". مضيفاً: "العقلاء على يقين كبير بأن السلطات الخليجية والعربية بذلت جهدها الكبير لرأب الصدع مع قطر قبل المقاطعة الذي لم يكن إلا آخر الحلول جراء تمادي حكومة قطر في العمل ضد مصالح جيرانها وأشقائها ومد يدها للمنظمات الإرهابية والدول الراعية لها". وتابع "بالنسبة للشعب القطري فهم امتداد لمجتمعنا وثقافتنا وبيننا وهم وشائج القربى والأخوة التي يجب ألا تطغى عليها القرارات السياسية المتقلبة، وكون مفهوم السياسة هي "لا تحالفات دائمة ولا صداقات دائمة إنما هي مصالح دائمة"، فإن مفهوم الشعوب يجب أن يكون "احتراماً وتقديراً دائمين" ويزيد هذا المفهوم الشعوبي الدولي حين يكون شعب جار وشقيق مثل الشعب القطري الحبيب الذي أجزم أنه متذمر من نهج حكومته التي تسببت بالإضرار بمصالحه وعلاقته وأساءت لسمعته مع شعوب العالم الأرض قاطبة". وأضاف "إن المواطن القطري اليوم وهو يشاهد المجتمع الدولي يقرأ مقاطعة سبع دول لبلده والقنوات الدولية تتناقل وتحلل هذا الخبر ليؤثر على نفسيته ويتألم أشد الألم لما أوصلته سياسة حكومة بلده لهذه النتيجة المأساوية ، إذ وقع الأمر ليس بتلك السهولة بتاتاً على المواطن القطري الشقيق. دعواتنا في هذا الشهر الفضيل بأن يصلح الشأن عاجلاً". النكث بكل الاتفاقات: من جهتها قالت الكاتبة السعودية هلا الجهني: "لم تترك الحكومة القطرية خيارات سلمية، نكثت كل الاتفاقات الدولية ومُنحت الفرص لتعود الى رشدها، ولكن قطر واصلت سياسة التلاعب وعدم الالتزام التي تحفظ الأمن للمنطقة، وبعد نفاذ كل السبل لإيقافها عن دعم منظمات الارهاب واحتضان خلاياها، لم يكن هناك خيار بالإمكان تطبيقه سوى المقاطعة، فالأمن والحماية من خطر الارهاب يبقى على قائمة أهداف الحكومات بعد ان نشرت هذه المنظمات الخراب والفوضى"، مضيفة "رغم ذلك ستظل المملكة سنداً للشعب القطري وحتى بعد قطع العلاقات الدبلوماسية صرحت حكومتنا بالتسهيلات للحجاج من الأشقاء القطريين، كما صرحت الدول المقاطعة دعمها لأمن قطر واستقراره بغض النظر عما ترتكبه الحكومة القطرية من انتهاكات وحماقات أضرت بها وبعلاقاتها الخارجية مع الدول، وقد لاحظنا إجماع كل دول مجلس التعاون في بياناتها الرسمية اليوم على عدم التخلي عن الشعب القطري فور إصدار قرار المقاطعة، فالأمن في قطر يبقى طموح قيادات دول مجلس التعاون وشعوبها وأملنا نحن الشعب السعودي تجاه شعب قطر". وشائج قرابة: من جانبه قال الشاعر يوسف آل بريه: "يوجد وشائج قرابة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين قطر، وتوجد علاقات ثقافية وتراثية بين بلدان المجلس وقطر، ويستبعد أن تتأثر تلك الوشائج، من ناحية أخرى بكل تأكيد ستتأثر العلاقات الثقافية الرسمية. وأضاف "إن المملكة دولة قوية وكبيرة بمواردها وطاقاتها ويفضل أن تكون قطر معها، وإلا ستتأثر". وعن الجوانب الثقافية قال: "إن قطر لها مكانة في هذه الزاوية وفي الفترة الماضية ساد المشهد الثقافي عبر مركز كتارا وفعالياته وغيرها"، مستدركا "إن قطع العلاقات جاء ضمن ظرف معين، وسبق أن حصلت تجاذبات في الأوقات الماضية"، مشيرا إلى أن التقارب ما بين الأدباء والطبقة المثقفة يبقى راسخاً بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، وبخاصة في المنطقة الشرقية، ومن هذه الزاوية لن نجد تأثيراً على العلاقات الثقافية غير الرسمية العلاقات بين الشعبين باقية: وقال الشاعر محسن الزاهر: "إن العلاقات الثقافية بين الأشقاء في قطر ومجلس التعاون الخليجي لن تتأثر، كونها تقوم على وشائج متينة معرفية ليس لها علاقة بالشأن السياسي القائم"، مضيفاً "إن الثقافة عنصر مهم لبناء الوشائج المعرفية بين المجتمعات ولا يجب أن تتأثر على النسق البيني"، مستدركاً "صحيح أن هناك تخوفات من التقارب القطري الإسرائيلي ومدى خطوة ذلك على الشأن الثقافي القطري بالتحديد والعربي عامة، إلا أن هناك عناصر قوة ومتانة في العلاقات القائمة ونعني بها البينية وغير الرسمية، وهذه العلاقات لا أعتقد أنها ستتأثر طالما هي قائمة على الجانب الثقافي والأدبي البحت". وتابع "إن دولة قطر تسير في طريق مشبوه، خاصة في علاقاتها مع إسرائيل التي تعتبر عدوة العرب والثقافة العربية، وهي لطالما طبعت مع الإسرائيليين ونحن كمثقفين عرب وخليجيين نرفض هذا السلوك جملة وتفصيلا، ونأمل أن يتغير لتعود قطر إلى الإنسان العربي الذي يعد أحد عناصر تنمية الوطن العربي ككل، وأن تكف عن التدخلات في شؤون الدول العربية". د. ظافر الشهري د. فهد الأحمري محسن الزاهر يوسف آل بريه