سعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى إبرام اتفاق مع حزب الوحدويين الصغير في إرلندا الشمالية للبقاء في السلطة بعد أن فقد حزبها غالبيته البرلمانية في انتخابات قبل أيام من بدء مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. تزامن ذلك مع تقارير تشير إلى تحركات داخل حزب المحافظين لإطاحة ماي من زعامته، فيما سارع وزير الخارجية بوريس جونسون إلى تبديد تكهنات بأنه يطمح إلى منافسة ماي على الزعامة، بعد نشر الصحافة تقارير في هذا الشأن أشارت إلى أن مناوئين لماي داخل حزبها يحرضون جونسون ضدها. وأعلن مكتب ماي الموافقة على «مبادئ اتفاق أولي» مع «الحزب الديموقراطي الوحدوي» في إرلندا الشمالية المؤيد للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لكن الحزب شكك في ذلك بعدها بساعات. وأكد الحزب أن «المحادثات حتى الآن إيجابية. المناقشات ستستمر الأسبوع المقبل للعمل على التفاصيل للتوصل إلى اتفاق في شأن ترتيبات للبرلمان الجديد». وشكلت هذه إهانة أخرى لماي وإشارة إلى أن الحزب الذي يركز بقوة على تعقيدات المشهد السياسي في إرلندا الشمالية لن يكون بالضرورة شريكاً طيعاً في حكومة الأقلية التي تسعى إلى تشكيلها. وأحرج ذلك ماي التي أصدر مكتبها بياناً أشار فيه إلى أنها «تحدثت مع الحزب الديموقراطي الوحدوي لمناقشة إبرام» اتفاق الأسبوع المقبل. وأضاف مكتب رئيسة الوزراء: «سنرحب بالموافقة على مثل هذا الاتفاق لأنه سيوفر الاستقرار واليقين وهو ما تحتاجه البلاد بأسرها فيما نبدأ الانسحاب من الاتحاد الأوروبي». والوقت حرج لأن بريطانيا ستبدأ مفاوضات على شروط الانسحاب من الاتحاد مع بقية دول التكتل في 19 الشهر الجاري. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، إن وجهات نظر الحكومة في شأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي لم تتغير بعد فشل رئيسة الوزراء في الفوز بغالبية صريحة في الانتخابات العامة. وكانت ماي قد دعت إلى انتخابات مبكرة لتقوية موقفها في محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي لكنها فقدت الغالبية في البرلمان. وقال فالون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أعتقد أن وجهة نظرنا في ما يتعلق بالخروج من الاتحاد لم تتغير نريد شراكة مع أوروبا، نريد اتفاقاً يحقق لنا أكبر حضور في السوق الموحدة، والتوصل إلى اتفاق في شأن الهجرة ومواصلة التعاون الأمني مع أوروبا». وأعرب عن اعتقاده أن هناك غالبية في البرلمان تدعم هذه الخطة للخروج من الاتحاد. وتابع: «الجميع يريد التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق يحترم ما صوت له الشعب البريطاني العام الماضي». وفي الانتخابات التي أجريت الخميس حصل المحافظون على 318 مقعداً في مجلس العموم وهو ما يقل ثمانية مقاعد للحصول على غالبية صريحة. وحصل حزب العمال على 262 مقعداً فيما فاز «الحزب الديموقراطي الوحدوي» بعشرة مقاعد. وقال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن لصحيفة «صنداي ميرور»، إنه يرى إمكانية لتولي السلطة على رغم أنه لم يتضح كيف سيتمكن من كسب تأييد غالبية في البرلمان. وقال: «ما زال بإمكاني أن أكون رئيساً للوزراء. الأمر لا يزال ممكناً... بكل تأكيد». ورأى كوربن أن انتخابات جديدة قد تجرى هذا العام أو بداية العام المقبل بعدما لم تسفر انتخابات الخميس عن نتيجة حاسمة. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية: «من الممكن جداً إجراء انتخابات هذا العام أو بداية العام المقبل، وربما هذا أمر جيد لأنه لا يمكننا الاستمرار وسط قدر كبير من عدم الاستقرار». على صعيد آخر، أصدرت رئاسة الوزراء البريطانية بياناً نفت فيه أي تغيير في خطط زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بريطانيا، بعد تقرير أشار إلى تأجيل الزيارة تحسباً لاحتجاجات شعبية محتملة.