تتزايد صورة الوجه الطائفي القبيح للصراع في المنطقة وضوحا يوما بعد يوم. إذ حملت لنا الأنباء أخيرا خبر توغل ميليشيا الحشد الشعبي العراقي الطائفي داخل الأراضي السورية، في محاولة من إيران لإقامة ممر بري أو «كوريدور إيراني» يمد هيكلها الجغرافي في إثر نفوذها السياسي إلى سواحل البحر المتوسط، ملغية بذلك جغرافيا العراق وسورية. وكان سعي إيران المستميت لإيجاد هذه الثغرة الرابطة، يهدف في الأول والأخير إلى مد النظام السوري والميليشيات الطائفية التابعة لها بالسلاح والعتاد، بغض النظر عن سيادة العراق المفترضة، التي تنتهكها إيران في ظل وجود ميليشيا الحشد الشعبي الذي أصبح بمثابة دولة داخل الدولة، تماما كما حزب الله في لبنان، مجسدين إستراتيجية إيران في خلق كيانات تابعة لها في الدول العربية تأتمر بتوجيهات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن مدى إمكانية توسيع نفوذ التحالف الدولي ضد داعش ليكون موجها لكافة التنظيمات والميليشيات الإرهابية في جميع الأطياف والمذاهب، خصوصا المرتبطة بإيران، التي لديها أكثر من «داعش» في كثير من دول المنطقة لتنفيذ أجندتها. إن تمادي إيران في خوض مشروعها المغرق في طائفيته، منتعلة أدواتها التابعة لها في الدول العربية، لن يقتصر أثره المستقبلي على تلك الدول، وإنما سيكرس الكره والبغضاء لدى العرب الأقحاح تجاه الجار الإيراني، الذي لن يستطيع إلغاء الجغرافيا والتاريخ مهما حاول.