يتواجد في كل مكان في العراق وفي سورية، وحتى أفغانستان وطاجيكستان وأذربيجان، لكن بدون أن يظهر. يعرف سورية وكأنه ولد فيها، ويعرف العراق جيدا أيضا، فنفوذه في العراق كبير إلى حد أن البغداديين يعتقدون أنه هو الذي يحكم العراق سرا كما هو الحال في سورية أيضا. منذ توليه عام 1998 قيادة فيلق القدس (نيروي قدس)، خلفاً لأحمد وحيدي، وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني تتولى تنفيذ العمليات الخاصة خارج إيران يحكم قبضته على شؤون البلاد في سورية والعراق حتى بات هو الحاكم الفعلي فيهما. ساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سورية إلى عكسها، بعدما بدا أن النظام السوري على وشك الانهيار، إذ تشكل سورية نقطة أساسية في محور «طهران - بغداد - دمشق - بيروت» في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة. وهكذا أمر سليماني بنقل عشرات الآلاف من أفراد «الميليشيات الشيعية» من إيرانوالعراق ولبنان ومن بلدان أخرى عبر الجو إلى سورية، وبحسب معلومات المراقبين السوريين فإن العديد من طائرات النقل المحملة بالأسلحة والذخائر وغيرها من البضائع الأساسية القادمة من إيران لا تزال تهبط كلّ يوم في سورية. وتشير تقارير حديثة إلى أن سليماني موجود حاليا في العراق ويشرف على معركة الفلوجة، صاحب فكرة وضع صورة الإرهابي نمر النمر على صواريخ وآليات الحشد الشعبي في خطوة تهدف لاستفزاز عشائر الفلوجة وتمهد الطريق لممارسة القتل الطائفي بحق أبناء السنة كما جرى في تكريت ونينوى وبغداد. سليماني حاضر في مناطق شاسعة من الجغرافية المحيطة وغير المحيطة بإيران، ويبدو أن الإيرانيين يراهنون على إبقاء المنافسين أو المهاجمين المحتملين في حالة ضعف. سياسته طائفية بامتياز وهو من أول من استخدم سياسة القتل على الهوية في العراق وتقول المعلومات إنه من طلب من قائد الحشد الشعبي هادي العامري بقتل جميع من هم في فئة الشباب من أبناء السنة عند تحرير كل مدينة من قبضة «داعش» بدعوى ارتباطه بهذا التظيم وبذلك لا يلتفت أحد إلى هذا القتل الطائفي.