يحل رمضان هذا العام دون أن يأتي على كوكبة من المشاهير من إعلاميين ومثقفين وفنانين، الذين غادروا عالمنا الدنيوي بعد أن غيبهم الموت ما بين رمضانين، دون أن يدركوا أيام هذا الشهر الفضيل، ولعل أبرز الغائبين السعوديين عنا في هذا العام، رئيس تحرير جريدة الرياض السابق تركي السديري، الملقب ب«ملك الصحافة السعودية»، ونعاه الوسط الإعلامي والثقافي في الثامن عشر من شعبان الماضي، واعتبروه ممن ساهم في تشكيل الهوية الأصيلة للصحافة السعودية برئاسته تحرير إحدى أكبر الصحف الخليجية لأربعة عقود كاملة. ولم يكن السديري وحده الغائب لأول مرة عن رمضان هذا العام من الوسط الإعلامي، إذ لم يدركه الصحفي والكاتب الساخر ثامر الميمان، الذي لقي ربه في السادس من رجب، إذ ووري الثرى في مكةالمكرمة، وذلك على بعد 4 أيام فقط من رحيل الكاتب والصحفي المعروف محمد الفايدي الذي توفي في جدة يوم الجمعة الثالث من رجب بعد معاناة مع المرض. شعراء سعوديون يغيب عنا عدد من الشعراء والمثقفين البارزين والمؤثرين، إذ فقدت الساحة الثقافية في رمضان هذا العام الشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع الذي توفي في ربيع الآخر من هذا العام، عن عمر يناهز 96 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، وكان يصفه نقاد بعميد الشعر النبطي، واشتهر بشكل كبير في شعر «المحاورة» مع شعراء آخرين بارزين في المنطقة. وفقدت الساحة أيضا شاعر العرضة البارز محمد بن مصلح الزهراني، الذي توفي في محرم الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر قارب 86 عاما. وفي صباح الخميس الرابع عشر من ربيع الآخر، توفي الشاعر مساعد الرشيدي بعد معاناة مع المرض، ليكون من أبرز الشعراء غيابا، قياسا بتجربته الحافلة في الشعر الشعبي والعامي، إذ ووري ثرى مقبرة النسيم، ونعاه العديد من الشعراء ومحبيه، ويعد من أبرز الشعراء المعاصرين الذين يغيبون عنا. مشاهير عرب عربيا، يغيب عدد من الفنانين والفنان عن رمضان، فمنذ أيام توفي الفنان الكوميدي مظهر أبو النجا بعد صراع طويل مع المرض، وتميز الراحل بأدواره الكوميدية، التي شارك بها في نحو 27 فيلما، كما تألق على خشبة المسرح من خلال 11 عملا مسرحيا، أبرزها تلك التي قدمها مع الفنان محمد نجم وهو صاحب العبارة الشهيرة «ياحلاوة». ومن أشهر النجوم الذين فقدهم الوسط الفني النجمة الكبيرة كريمة مختار، التي توفيت في شهر يناير الماضي عن عمر يناهز 82 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض، وبرزت في رمضان من خلال تجسيدها لشخصية «ماما نونا» في مسلسل «يتربى في عزو». وفقدت الساحة في شهر ديسمبر الماضي الممثل القدير أحمد راتب عن عمر يناهز 67 عاما، بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وأحدث رحيله صدمة كبيرة في الوسط الفني، ومن أشهر أعماله الدرامية المال والبنون والسيرة الهلالية، وهند والدكتور نعمان و«غوايش»، ولن ينسى المشاهد دوره الشهير في «أم كلثوم» حين جسد شخصية القصبجي، وكان آخر أعماله التي قدمها لشاشة التليفزيون في رمضان الماضي مسلسل «الخروج». ومن أبرز الغائبين الفنانة زبيدة ثروت بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 76 عاما، وقدمت عددا من الأعمال الفنية المهمة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، وأطلق عليها بعض النقاد لقب «قطة السينما المصرية». وفي يناير الماضي، توفيت الفنانة فيفي السباعي عن عمر يناهز 59 عاما بعد صراع مع المرض، واشتهرت في العديد من الأدوار، خصوصا الارستقراطية والجميلة، خصوصا في رمضان، كان أبرزها «المغني»، و«كلمة سر»، و«القيصر»، و«الكابوس»، و«عايزة أتجوز». وغيب الموت منذ أيام الفنانة السورية نجاح حفيظ عن عمر 76 عاما، إثر نوبة قلبية، التي شاركت بعدد من الأعمال منها «اللص الظريف، خياط السيدات»، بينما شهدت فترة السبعينيات تألقها الفني من خلال تجسيدها لشخصية «فطوم حيص بيص» في عدة مسلسلات منها «صح النوم» عام 1974، وتوالت أعمالها بعد ذلك، ومن أبرزها «الخبز الحرام، ليل ورجال، عش المجانين».