برزت أخبار النجوم والفن المصري في عام 2012 في صفحات الحوادث، بعد أن كانت تتصدر صفحات الفنون، وذلك عقب دخول الفن المصري ورموزه في أتون معارك ضارية شهدتها جلسات المحاكم علي أيدي تيارات تبنت اتجاه تحريم الفن، وتجريم حرية التناول الدرامي للشخصيات إلى حد اتهام النجم عادل إمام بازدراء الأديان وقضايا سب وقذف الفنانات إلهام شاهين ويسرا وهالة فاخر. ورغم هذه المعارك الضارية فقد خرج الفن المصري منتصرا ببراءة النجوم من التهم المنسوبة إليهم، بل وجه صفعة لأحد الشخصيات أنور البكليمي (عضو البرلمان الأسبق)، حيث اتهمته الراقصة سما المصري بسبها وقذفها واستغلالها إعلاميا للتغطية على فضيحة تجميل أنفه، وأنه كان وراء شائعة زواجهما. ورغم احتشاد الميادين المصرية بالمليونيات والمظاهرات والمصادمات التي راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين، فإن ذلك لم يحل دون إصرار السينمائيين المصريين على إقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في تحد صارخ لكل الأزمات السياسية والأمنية التي مرت بها البلاد، ونجحت إدارة الفنان عزت أبو عوف في إتمام دورة ناجحة في عمر المهرجان وتفويت الفرصة على إسرائيل لسرقة الصفة الدولية من مهرجان القاهرة. ورغم صمود الفن المصري أمام الأزمات السياسية والأمنية في البلاد، فإنه حقق في عام 2012 خسائر جمة، حيث تراجعت صناعة السينما والأغنية والدراما بسبب ما تعرض له الفنانون من ملاحقات وتهديدات من جانب متشددين، وبموجب ذلك، فقد تراجعت معدلات الإنتاج، واقتصر عدد الأفلام التي عرضت على 30 فيلما فقط، معظمها من إنتاج الأخوين السبكي، وتفاوت المستوى الفني لهذه الأفلام تفاوتا كبيرا، حيث غلبت الصبغة التجارية على معظمها. كما عانى الفيلم المصري من أزمة التسويق الخارجي وعدم شراء القنوات الفضائية حق عرض الأفلام، وهو ما أصبح يهدد صناعة السينما بشكل حقيقي، وتقلصت الإيرادات السينمائية بشكل كبير إلى حد يخشي منه في عام 2103 أن يهجر فنانو مصر وطنهم إلى العالم العربي، وشهد العام المنصرم غياب كوكبة من أكبر نجوم السينما وهروبهم إلى الشاشة الفضية لتقديم أعمال درامية يحققون بها وجودهم على الساحة الفنية، مثل عادل إمام، وأحمد مكي، كما غاب عن المنافسة السينمائية كوكبة من كبار المخرجين، الأمر الذي أدى إلى عدم توافر إنتاج سينمائي قادر على جذب الجمهور والنقاد، باستثناء تجربة فيلم المخرج يسري نصر الله، وهو «بعد الموقعة» الذي مثل مصر في مهرجان كان السينمائي الدولي، ورغم ذلك فإنه عند عرضه في مصر شهد انتقادات كثيرة. وكشف الموسم السينمائي للعام المنقضي عن تحقيق خسارة تجاوزت الخمسين مليون جنيه، بعد أن بلغ إجمالي إيرادات 30 فيلما سينمائيا 185 مليون جنيه فقط، عرضت معظمها في موسمي الصيف وعيد الأضحى، مقابل ما حققته إيرادات السينما عام 2010 بما يزيد على 230 مليون جنيه. هؤلاء رحلوا وخسر الفن المصري والعربي موت كوكبة من أبرز النجوم في الغناء والتمثيل، وفي مقدمتهم: الموسيقار الكبير عمار الشريعى، وذلك يوم 7 ديسمبر الذي رحل عن عمر يناهز 64 عاما، والنجم الكبير أحمد رمزي الذي وفاته المنية في 28 من شهر سبتمبر الماضى ودفن في الساحل الشمالي تنفيذا لوصيته. والنجمة الكبيرة وردة الجزائرية عن عمر يناهز 73 عاما ودفنت في مسقط رأسها الجزائر في جنازة حضرها كبار رجال الدولة هناك. وفنانة الكوميديا الكبيرة سهير البارونى يوم 31 يناير الماضي عن عمر يناهز 75 عاما. كما غيب الموت المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ يوم 13 سبتمبر الماضي عن عمر يناهز ال71 عاما في أحد مستشفيات فرنسا. وفي صمت تام، ودعنا الفنان فؤاد خليل يوم الاثنين 10 أبريل عن عمر 72 عاما بعد صراع طويل مع المرض. كما رحل الفنان حاتم ذو الفقار يوم 16 فبراير عن عمر يناهز 60 عاما، وتم تشييع جنازته بمسقط رأسه مركز الشهداء بالمنوفية.. وغيب الموت أيضا الفنان الكبير سيد عبدالكريم الذي ودعنا يوم 31 مارس بعد صراع مع المرض بداخل مستشفى عين شمس التخصصي. كما رحل عن دنيانا الفنان الكبير يوسف داوود يوم 24 يونيو بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز ال74 عاما. كما فارقنا أيضا الفنان والمخرج المسرحي والأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية دكتور هناء عبدالفتاح، والذي حصل على جائزة المجد الأدبي والفني التي تمنحها وزارة الثقافة البولندية لمن أدوا خدمات جليلة للأدب والفن في بولندا، حيث توفى 19 أكتوبر الماضي إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة. ويوم 14 نوفمبر لفظ الفنان سمير حسني أنفاسه الأخيرة بمستشفى المعلمين. وفى 5 أغسطس ودعنا الموسيقار الكبير محمد نوح عن عمر يناهز 75 عاما بعد معاناة من اضطرابات قلبية انتقل على أثرها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة فور وصوله إلى هناك، وودع الفن الغنائي الموسيقي المطرب أحمد السنباطى يوم 27 فبراير عن عمر يناهز 62 عاما، وذلك بعد رحلة صراع طويلة مع المرض استمرت 3 سنوات. ويعد الفنان محيى الدين عبدالمحسن آخر الفنانين الراحلين عن عالمنا في 2012، حيث توفى عن عمر يناهز 72 عاما بعد صراع طويل مع المرض.