ضاقت أزقة حي العزيزية (وسط جدة) بأقدام العابرين، الذين باتوا يجدون مشقة بالغة في التحرك بين زواياه، بعد أن كان يحتضن كثيرا من المواطنين، عاشوا فيه بدفء، خصوصا أنه كان في يوم من الأيام يصنف ضمن الأحياء الراقية، المطلة على ضفاف شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية). وحين طغت العشوائية على المكان وطاله الإهمال، لفظ الحي غالبية سكانه الذين هجروه إلى مناطق تنعم بالحد الأدنى من الخدمات والتنمية، وحل بدلا منهم الوافدون الذين وجدوا من المساكن الشعبية ملاذا آمنا. وما زاد الطين بلة في «العزيزية» تعثر كثير من المشاريع التنموية التي نشرت الخنادق والأخاديد في طرقه، منها مشروع تخفيض منسوب المياه السطحية في الحي ضمن برنامج معالجة أضرار السيول الذي تنفذه شركة المياه الوطنية، فانتشرت الحفريات في الأزقة الضيقة، وباتت الأقدام تجد صعوبة في التحرك، فضلا عن حالات السقوط المتزايدة، ما أثار حفيظة السكان الذين طالبوا بالالتفات لحيهم وإنهاء العشوائية الطاغية عليه. وذكر ياسر زكريا أن حي العزيزية الذي ارتبط به وجدانيا منذ عشرات السنين، لم يعد كما كان، بعد أن سقط من حسابات المسؤولين في المحافظة الساحلية، لافتا إلى أن الحفر انتشرت فيه بكثافة، بدعوى تنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه السطحية. وقال: «شركة المياه الوطنية تحركت لحل مشكلة مياه السطحية، رغم أن العزيزية لا يعاني منها، وكان الأجدى بها أن تعالج الصرف الصحي الذي لوث الحي»، متمنيا أن توظف الحفريات التي أحدثتها في شوارع لعلاج مشكلة المجاري. وأوضح زكريا أن شركة المياه الوطنية أحدثت حفرا بعمق ثلاثة أمتار، دون أن تجد مياها سطحية، متذمرا من أن تلك الخنادق أربكت حركة العابرين، وتزايدت حالات السقوط فيها، خصوصا بين الأطفال. واستاء أبو سلمان من التجاهل الذي طال العزيزية، مشيراً إلى أنه يطالب وسكان الحي بالخدمات منذ ما يزيد على 20 عاما دون أن يجدوا الحلول. وأفاد أنه يحلم طيلة تلك السنين، باكتمال الخدمات حول منزله، مشيرا إلى أن مشكلة الصرف الصحي ظلت من أكبر المشكلات التي يعانون منها، مستغربا من تحرك شركة المياه الوطنية لتنفيذ خفض المياه السطحية في حيهم، الذي لا يعاني منها أصلا. ورأى أن من الأجدى تحويل حفريات مشروع خفض السطحية لعلاج مشكلة المجاري الأزلية في العزيزية، مطالبا أمانة جدة بالاهتمام بالحي ورفده بما يحتاجه من خدمات، خصوصا أن أجزاء واسعة منه مظلمة تفتقد للإنارة ليلا. ودعا خالد الأحمدي إلى الاهتمام بالحي وتزويده بالخدمات التنموية الأساسية، إذ ينقصه الكثير من الخدمات التي تنهض به كحي له وضعه وموقعه، مبيناً أن عدم الاهتمام بمشاريع مياه الصرف الصحي خلف لهم الكثير من الأضرار الصحية، وأزعجتهم بروائحها الكريهة، وأسفرت عن تكاثر البعوض والحشرات. وأشار علي الغانمي إلى أن الطرقات والشوارع الداخلية للحي شهدت في وقت سابق حركة مرورية كثيفة، إبان تنفيذ مشروع نفق طريق التحلية مع تقاطع شارع المكرونة، الأمر الذي أدى إلى تهالك الشوارع الداخلية للحي والأسفلت فيها، مطالبا أمانة جدة بتكثيف اهتمامها بالحي ورفده بالخدمات المختلفة.