عرضت شاشة إم بي سي مشكورة فيديو لمواطن سعودي دعته الإنسانية والنخوة لمساعدة ابن مكفوليه إلى السفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإخراجه من السجن على إثر مشاجرة بينه وبين زميل له في العمل. وبالإمكان الاطلاع على كامل القصة من خلال هذا الرابط https://www.youtube.com/watch?v=0H_oAwWUbDA هذا المواطن يدعى عيادة بن خضير الرمالي من أهل حائل، وبالفعل هو يستحق منا الشكر على ما قام به. وأتمنى أن لا تكون الكتابة عنه وتحيته بأن ما قام به هو عمل استثنائي. إلا أنه ومع الأسف بالمنظور الخارجي يعتبر كذلك، لأننا نعرف قضية العلاقة بين العمالة المنزلية والأسر السعودية تم طرحها في الإعلام الخارجي بصورة سلبية. وهذا أمر لا يمكننا نفيه وأنه بالفعل لدينا من يسيء التعامل مع مكفوليه وأتمنى أن تكون النسبة قليلة لأني لا أملك إحصائيات عنها. ونظرا لغياب التشريعات التي تنظم العلاقة بين العامل وكفيله، وخصوصا العمالة المنزلية، جعلت بعضا منا يسيء التعامل معهم لأنه ليس هناك من يردعه غير إنسانيته، وغدت هذه القضية تسيء لنا كمجتمع أكثر من إساءتها للحكومة. وبسبب هذه القصص التي تحدث من وقت لآخر عن إساءة التعامل مع العمالة المنزلية اتخذت بعض دول العمالة المنزلية الحيطة في محاولة لحماية مواطنيها ومع غياب التشريعات أيضا أدى ذلك إلى ارتفاع كلفة العمالة المنزلية. ولكن ما عمله المواطن عيادة أعاد التوازن إلى منظورنا لمنظومة القيم لدينا وكيف كثير منا عاش وتعايش مع الغربة وقسوتها وإن كانت غربتنا «مرفهة» وهي لا تقارن بغربة من يعمل لدينا داخل منازلنا وقساوتها ومع هذا تبقى غربة. فهذا هو مجتمعنا ومنذ القدم تعايش مع الغربة في أوقات الشدة وأوقات الرخاء فقديما كانت هناك غربة البحث عن لقمة العيش وحديثا غربة التحصيل العلمي، ولهذا كل منا يحمل قصة إنسانية تعرض لها في غربته وربما حادثة غير إنسانية وفي كل الحالتين تجعلنا نكون أكثر رأفة بمن يعملون لدينا. ومن محيطي الأسري ودائرة أصدقائي ومما أسمع من هنا وهناك أستطيع أن أقول وبكل ثقة وتفاؤل إن هناك أكثر من عيادة بيننا ولو كانت المساحة تسمح لذكرت أكثر من قصة إنسانية أبطالها مواطنون. أتمنى أن يكون للإعلام دور في إبراز القصص الإنسانية للعوائل السعودية مع مكفوليهم فهناك الكثير منها وأن يكون هذا بلسان العامل والعاملة ليعرف العالم أننا لسنا كما يصورونه بالمجتمع المتوحش والخالي من الرحمة. وأخيرا شكرا جزيلا لكل مواطن سلك سلوك «عيادة»، وسواء ظهر في الإعلام أم لا، مع أني أعي تماما أن لا شكر في هذه الإنسانيات. ولكن ما ظهر في التقرير يجعلك تقول مرة بعد مرة «شكرا عيادة» فقد أظهرت جانبنا الحقيقي. تغريدة: للمواطنعيادة خضير الرمالي ألف تحية بأنك أظهرت الجانب الحقيقي لنا كمجتمع.