من يجرب الغربة يفكر دائماً بوضع العمالة لدينا من الناحية الإنسانية، فنحن نتغرب لأسباب معروفة كالبعثات الدراسية أو العملية وماشابه ذلك، والتي نكون مؤمَّنِين فيها قانونياً، صحياً ومادياً، لايضيع لنا حق ولاتنتهك لنا خصوصية، بل بالعكس تُحترم حرياتنا واختلافاتنا ومع ذلك تظل قسوة الغربة فوق كل شيء بل قد تُنسينا الأهداف الجميلة التي تغربنا من أجلها. لكن أغلب الجنسيات المغتربة في بلدنا حدتها ظروفها والبحث عن لقمة العيش لحياة الغربة ومع ذلك حقوقهم غير واضحة للكل وحرياتهم مهضومة وهذا مايسبب المشاكل، ولو أخذنا العمالة المنزلية على وجه الخصوص كمثال نجد أنهم مجردون من أبسط حقوقهم وإن كان رب العمل أو الأسرة التي يعملون لديها تعاملهم بطيبة وكرم. ومع الأسف الكثير منا يحرم هذه الفئة حرية التواصل مع أهلها من باب الخوف، وقمة التناقض إذا كانت الأسرة لديها ابنة أو ابن مغترب يتواصلون معه بشتى برامج التواصل المرئية والمسموعة ويشتكون من البعد والشوق، فكيف بهؤلاء المساكين!!. وهناك مايزيد هم الغربة عليهم أيضاً كعائق اللغة الذي يُصعب التفاهم بيننا وبينهم فضلاً عن تهميشهم في أمور كثيرة وعدم مشاركتنا إياهم الأمور التوعوية التي يحتاجونها للعيش في بلدنا بأريحية. الحديث عن هذا الأمر يطول، لكن مختصره: الغربة قطعة عذاب فارحموا من تغرب في أرضكم. [email protected]