بنفس السيناريو يتكرر المشهد مع كل موسم لهطول الأمطار، تتحول فرحة المطر والاستبشار بالخير إلى قرحة، وبأيدينا تتحول الحادثة إلى كارثة، فها هي مشاريع البنية التحتية تتهاوى عند أول اختبار في أغلب مدن المملكة ولا أريد الدخول في مقارنات غير عادلة بين المدن القديمة من مئات السنين والأخرى الحديثة التي بنيت حديثا بناء على مخططات ودراسات. فنحن للأسف لم نتعلم من تجارب من سبقونا، ونبدأ من حيث ما انتهوا حتى أن نفس المشاريع تتكرر في مدن المملكة بل البعض بدأ التنفيذ بعد تعري بعض المشاريع المشابهة الأخرى في مدن مجاورة تتلافى الأخطاء، فما زال المسلسل المكلف جداً يتكرر من غرف الأنفاق، بل والكثير من المشاريع الهامة الكبرى من ملاعب كرة القدم إلى مراكز حضرية إلى عيادات ومستشفيات بل بعضها من تنفيذ شركات كبرى كانت إلى وقت قريب تعتبر مرجعا في تنفيذ المشاريع. نحن نتميز بفن الإدارة بالأزمات وليس إدارة الأزمات فنحن نعيش في سبات لعام أو لأعوام حتى تحدث كارثة. فأغرب المشاهد هو وقوف المسؤولين على مواقع الأضرار برفقة كل الإعلام ووعودهم بإصلاح الضرر ومعالجة الخلل ومحاسبة المسؤولين، ثم يختفي هذا المشهد حتى يتكرر بعد كارثة أخرى مع تغير طفيف في الوجوه إن وجد. علينا أن نتقن فن إدارة الأزمات الذي أصبح علماً بحد ذاته، فقد تستطيع بإرادة الله تحويل المحنة إلى منحة، فعلى سبيل المثال كارثة سيولجدة أدارتها إمارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة بحرفية عالية، حيث تولت مرحلة الاستجابة والمعافاة وكان ممكنا بإرادة الله تخفيف حدة الكارثة وتقليص الخسائر في الأرواح والممتلكات وكانت إدارة الأزمات مكتملة المراحل فهي كما هو معروف تقسم إلى (4 ) مراحل: ( التخفيف (التلطيف) الاستعداد الاستجابة المعافاة) وخرجنا بأقل الخسائر الممكنة في ظل تلك الظروف وإعادة الوضع أفضل مما كان في وقت قياسي، وما صاحبه من مصاعب وتغير لبعض الأنظمة وما زلنا بحاجة للكثير ثم تم الانتقال لمرحلة التخفيف والتلطيف بإنشاء السدود خارج جدة لحمايتها من السيول المنقولة، ولكن يبقى السؤال هل جدة في مأمن من الأمطار الغزيرة فكل شيء تحت قوة الله ولكن الأخذ بالأسباب مطلب مهم والأخذ بالحيطة والحذر.. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم. [email protected]