حمى التصريحات بين إدارة ترمب والنظام الحاكم في إيران منذ أن تولى السلطة الأول في البيت الأبيض، بل منذ أن ترشح لمنصب الرئاسة في تصاعد مستمر تمخضت عن بعض الإجراءات التي تتمحور حول عقوبات استهدفت بعض الكيانات والشخصيات دون أن تلامس جوهر التأثير الحقيقي على اقتصاديات نظام الملالي. ولكن هل تشي هذه العقوبات بأن التصريحات الأمريكية تسير وفق منطق التصعيد الذي قد يفضي إلى مواجهة عسكرية الهدف النهائي منها تقليم أظافر إيران وكبح طموحات التوسع والهيمنة في المنطقة؟ قرارات ترمب وبالتحديد ما يتصل بإيران تنذر كلها باحتمال الصدام العسكري وتصريحات المسؤولين في إدارته تبشر بأن ترمب بصدد طي صفحة القوة الناعمة التي دأب سلفه على اتخاذها على مدى السنوات الثماني الماضية واللجوء إلى سياسة القوة الصلبة التي احترفها الجمهوريون منذ جورج بوش الأب وجورج بوش الابن والتي أسفرت عن خوض أربع حروب في الشرق الأوسط. وإلا ما مغزى اختيار ترمب ثلاثة من كبار العسكريين الخبراء بشؤون الخليج العربي والشرق الأوسط ليكونوا أعضاء في مجلس الأمن القومي الأمريكي وهذا المجلس واحد من أهم أربع مؤسسات في أمريكا تقوم بصياغة السياسة الأمريكية إستراتيجيا وعسكريا بعد المخابرات والبنتاغون ومجلسي الشيوخ والنواب. مؤشر آخر على احتمال التصعيد باتجاه الصدام، تصريحات كبير مستشاريي ترمب ستيف بانون مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد الذي أعلن صراحة وبعد عشرة أيام من توليه مهام منصبه بأن أمريكا ستواجه حربين لا بد منهما الأولى في الشرق الأوسط والثانية في بحر الصين! وهذه إشارة واضحة لإيران. مثلما قال ترمب الخيارات كلها مفتوحة وموضوعة على الطاولة، بما فيها الخيار العسكري ولكن متى ستكون هذه المواجهة وهل ستقدم إيران تنازلات كعادتها عندما ترى (العين الحمراء) أم أن ما صرفته من أموال للتوسع والعدوان ستذروه الرياح. علينا أن ننتظر وإن غدا لناظره قريب. *كاتب وإعلامي عراقي مقيم في لندن [email protected]