لم تكن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته أشتون كارتر، حيال الجنرال جيمس ماتيس الذي اختاره ترمب، لتولي منصب وزير الدفاع الجديد الإيجابية نابعة عن قناعته بشخصية الرئيس الجديد للبنتاغون. لأن كارتر يعي جيدا أن ماتيس سيغير قواعد وتقاليد البنتاغون من الفكر "الأوباموي" التقليدي إلى الساسية التصادمية العسكرية، خصوصا إذا قرأنا فكر وعقيدة الجنرال ماتيس (66) من خلال المهام التي تقلدها خلال العقود الماضية، سيما وأنه تقلد منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية في 2013، بعد أن خدم أكثر من 40 عاما في قوات مشاة البحرية الأمريكية. ورغم أن تعيين الجنرال ماتيس المولع بالحروب، يحتاح لموافقة من الكونجرس، إلا أن هذه الموافقة لن تكون صعبة على الإطلاق. فالكونجرس الجمهوري سيكون أكثر سعادة من ترمب بالموافقة على ذلك، لأنه يريد أن يرى تغييرا حقيقيا في فكر البنتاغون وهو يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط السياسية والجيش, ولكن على الكونجرس أن يتنازل عن قانون ينص على ضرورة مرور 7 سنوات من التقاعد من الجيش قبل شغل منصب وزير الدفاع. وبحسب المراقبين فإن اختيار «الكلب المسعور»، كما يعرف ماتيس وكما وصفه أيضا الرئيس ترمب سيكون تدشينا وإيذانا بعودة الخطاب التصعيدي الأمريكي في الشرق الأوسط والفكر التصادمي مع إيران وإرهاب داعش. ويرون أن ماتيس هو الاختيار الأمثل لترمب من أجل الضغط على إيران، فالجنرال يشارك الرئيس ترمب الموقف ذاته من ضرورة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني. وبتعيين ماتيس كوزير للدفاع يمكن الجزم بحتمية عودة جديدة لفكر المحافظين الذين أداروا حقبة جورج بوش الابن في فترة حكمه ولكن بوجوه جديدة. لأن الجنرال ماتيس سيكمل الثالوث في إدارة ترمب مع كل من أمين عام الحزب الجمهوري رينس بريبويس، الذي عينه ترمب رئيسا لموظفي البيت الأبيض. وهو الذي سيعد العدة للبيت الأبيض الجديد، وسيكون بمثابة حلقة الوصل مع الكونغرس والحكومة وهو الذي يعد السياسات الخارجية, بالإضافة إلى الجنرال المتقاعد إيكل فلين في منصب مستشار الأمن القومي الذي سبق أن تولى منصب رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية الذي نشر مطلع العام الحالي كتابا حمل اسم «ميدان الحرب: كيف يمكننا الانتصار في الحرب العالمية ضد الإسلام المتطرف وحلفائه» وأشار فيه «نحن في خضم حرب عالمية ضد حركة مكونة من الأشرار تأثر غالبيتهم بإيديولوجية دكتاتورية تقوم على الإسلام المتطرف». ويعرف عن ماتيس مناهضته لإيران، خصوصا الاتفاق النووي، وأختلف مع الرئيس المنتهية ولايته أوباما بشأن إيران وسحب القوات الأمريكية من المناطق التي كان مسئولًا عنها، وهو الخلاف الذي أزعج أوباما ودفعه للتخلي عنه. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوباما لم تضع ثقة كبيرة في ماتيس، لأنها كانت تنظر إليه كشخص متحمس جدا لمواجهة عسكرية مع إيران.