هل ستقف الإدارة الأمريكية الجديدة بوجه التمدد الإيراني في أكثر من بلد عربي؟ وهل تخطط إدارة ترمب لتدمير (إنجاز) أوباما الإيراني كما تخطط لإلغاء مشروعه الصحي في أمريكا؟ وما المؤشرات التي تدفع بالمراقبين لسوق مثل هذه التحليلات والتوقعات حول أسلوب دونالد ترمب وإدارته للتعامل مع نظام الملالي الحاكم في طهران؟ هل هي التصريحات التي أطلقها ترمب أثناء حملته الانتخابية أم طبيعة اختياراته لمجموعة المستشارين الذين يدور الحديث حول اختيارهم قبل الانتقال للبيت الأبيض؟ هذه أسئلة بالرغم من تعقيداتها تبدو بلا حاجة إلى جواب فالمجموعة التي يسعى ترمب إلى ضمها لإدارته الجديدة من المستشارين الذين يدفعون باتجاه ليس الحد من نفوذ إيران فقط، وإنما تغيير النظام بكامله مسنودين بمجلسي شيوخ ونواب شرعا بالخطوة الأولى بتمديد العقوبات الاقتصادية على نظام طهران دون الالتفات إلى البنود السرية المصاحبة للاتفاق النووي. والصقور في فريق ترمب يعارضون بشدة من خلال التصريحات التنازلات التي قدمتها إدارة أوباما لنظام إيران. هؤلاء المستشارون يدعمون وجهة نظر ترمب لفرض المزيد من العقوبات والضغوط على إيران باستخدام الأساليب الاقتصادية والعسكرية. الأمر لا يقتصر على تصعيد موقف إدارة ترمب تجاه نظام الملالي أمريكيا بل ومن خلال تصريحات رئيس الأركان المرشح في الإدارة الجديدة سيمتد ذلك إلى تقليم أظافر إيران العسكرية بمنع وصول تقنيات عسكرية متطورة بما في ذلك صفقة طائرات سوخوي 30 التي وقعتها إيران مع موسكو حيث هدد المرشح الجديد لرئاسة الأركان أمام مكتب العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي باستخدام الفيتو في مجلس الأمن إذا تطلب الأمر ذلك. وهذه الصفقة مشروطة بموافقة مجلس الأمن عليها. سيكون العالم أمام مشهد شديد التعقيد والوضوح في آن واحد بعد شهر يناير القادم وما على المراقبين إلا الانتظار! * كاتب وإعلامي عراقي مقيم في لندن