منذ عشر سنوات أو أكثر ناديت بتعدد (النظرة الشرعية) وذلك بسبب ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا. وكانت هذه المناداة من خلال برنامج تلفزيوني تعده الأستاذة نادين بدير. هذا اللقاء الذي يشوه فيه حديثي من خلال موقع متشدد متطرف ميال للغلو، وحملوني تهمة أني أدعو للجنس قبل الزواج وهذه التهمة تغيب زمنا وتعود في زمن آخر، وقد لاحظت أنني كلما كتبت عن تجار الدين وإفكهم تعودني تهمتان هما بأنني مع الجنس قبل الزواج أو التهمة التي ألصقها أحد الكتاب المتردين على ألف كاتب وكاتبة حضروا مؤتمر الأدباء في الرياض -قبل سنوات-، وهاتان التهمتان يتم ترويجهما بين الناس، ولأن لا أحد يتبين دعوات الفسقة (مع أن هذا توجيه قرآني)، ففي كل مرة أجد أمامي هاتين التهمتين من قبل المغردين في التويتر، ومعهما كم مهول من السفالة، وبالرغم أن اللقاء الذي أجراه معي الصديق العزيز تركي الدخيل في برنامجه الناجح إضاءات كان حديثي واضحا وضوح الشمس، إلا أن من في قلبه مرض العداوة لن يسمع ولن يتحقق، فقط لديه تهمة ومن مهماته المقدسة القذف. أعود للمثل الشهير (حبيبك تبلع له الزلط وعدوك توقف له على الغلط) إذ إن العداوة منحة تطهير إذا نظرت لها من الجانب الإيجابي وخاصة في المجال الكتابي، والإتيان بالمثل الشعبي السابق إظهار أن دعوتي لتعدد النظرة الشرعية جوبهت بتهمة أني أدعو للجنس قبل الزواج، بينما استعار أحد المشايخ الواعظين هذه الفكرة وأعادها على مريديه فوجدت الدعوة تجاوبا منقطع النظير واعتبر الفاتح الذي سوف تكون فكرته ماحية لنسب الطلاق المرتفعة. وكانت فكرتي قائمة على أن ثمة ظروفا عديدة تجعل اختيار الزوجة أو الزوج غير ملائمة ولا تمنح الطرفين فرصة الاختيار الأمثل، إذ إن النظرة الشرعية قائمة على اختيار الشكل بينما قد تكون هناك عيوب تبطل هذا الزواج أو تجعل مصيره الفشل كأن يكون أحد الطرفين معتوها أو به أمراض نفسية واضحة أو متخلفا أو لا يوجد تكافؤ معرفي بين الطرفين، وذكرت مقارنة بين زمن انفتاح الحياة سواء في القرية أو البادية أو المدينة بأن طالبي الزواج يعرف خصال مخطوبته وأخلاقها فتأتي النظرة الشرعية لتؤكد هذا الاختيار (الشكل)، ولأن العمران الحديث ساهم في جعل الطرفين مادة لإنجاز اختبار شكلي ارتفعت نسبة الطلاق.. وكنت -ولازلت- أرى أن تعدد النظرة الشرعية بحضور أحد أولياء الزوجة ربما يكون هذا التعدد فرصة كبيرة لتأكيد خيار الطرفين أو رفضه.