يبدو أن فترة الانتقالات الشتوية لهذا العام ستأتي مختلفة تماما عن الأعوام السابقة من حيث إبرام الصفقات والذي كان يتم بشكل كبير وعشوائي من قبل أندية دوري جميل السعودي للمحترفين، فقد لوحظ هذا العام ضعف الإقبال على التغيير خلاف الأعوام السابقة، إذ يعزو وكلاء أعمال اللاعبين والنقاد هذا الوضع لعدة أسباب لعل أهمها الحالة الاقتصادية بشكل عام والديون التي تعاني منها، إضافة لعدد الشكاوى الكبير الموجود سواء لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا بلجنة الاحتراف (فض المنازعات)، بالنسبة للاعبين المحليين والذين تقدموا بشكاوى نظير عدم استلامهم حقوقهم المالية من رواتب أو مقدمات عقود، إضافة إلى شكاوى موجودة لدى الاتحاد الدولي (فيفا) للاعبين محترفين ومدربين سبق لهم خوض تجربة احترافية في الدوري السعودي، ورحلوا دون استلام حقوقهم المالية فاضطروا لتقديم شكوى للحصول عليها، وديون الأندية منعتها من زيادة غلتها من الصفقات الموسمية التي اعتدنا عليها كل عام خلال الفترة الشتوية! الناقد الرياضي حمد الدبيخي قال: التعاقدات ستتأثر بالقرارات والتعليمات إذا كانت صارمة وهذا أثر وقلل الفوضى السابقة، وعلى الأندية اتباع سياسة لجنة الاحتراف وعدم تجاوزها لتحقيق الصالح العام، والأندية الكبيرة يجب أن تتعقل لكي لا تعلق أنديتها بالديون دون تحقيق نتائج ومنجزات، وعليها عدم مسايرة المكابرة والتحدي والتنافس بالصفقات خلال هذه الفترة الشتوية والتي غالبا تحتاج فيها الأندية لتدعيم صفوفها. التقليص واجب الناقد الرياضي عبدالعزيز الخالد قال «سيكون هناك تأثير خلال الفترة الشتوية، ما نشاهده من التفاتة لأعضاء الشرف في الأندية السعودية دليل على ذلك، ويصعب إيقاف ذلك حتى لو تم تحديد السقف من قبل الاتحاد لأن القضية عرض وطلب واللاعب من الطبيعي أن يبحث عن العرض الأفضل كذلك قرب الخصخصة سيؤثر على دعم أعضاء الشرف والتردد والانتظار سيكون طبيعيا ومتوقعا، نعم أنا مع تقليص الأجانب إلى لاعبين وإعطاء الفرصة للاعب السعودي وكذلك التدقيق في الاختيار والعمل على استقطاب لاعبين مميزين وليس لاعبين يكونوا في الدكة، وأعتقد أن الفترة الشتوية الحالية ستشهد ضعفا في عملية الاستقطاب (اليد قصيرة والعين بصيرة)». نحتاج نظاما جديدا وقال الناقد الرياضي أحمد العجلان «أولا يجب أن يكون هناك نظام جديد لتخفيض قيمة عقود اللاعبين لكي لا يستمر الصعود في الأسعار غير مبني على أسس فنية؛ لأن الأندية تحملت ديونا لا تطيقها، وبالتالي عدم توافر السيولة قد يحرمها إضافة العناصر المطلوبة في الفترة الشتوية خاصة الأجانب». جشع غريب الناقد الرياضي سامي اليوسف أكد أن الأزمة الاقتصادية ستؤثر، وستلقي بظلالها على واقع التعاقدات الجديدة، وكذلك بالنسبة لتجديد العقود. وزاد «اللافت أن الوضع الاقتصادي الراهن سينظف كشوفات اللاعبين أيضاً من البطالة المقنّعة للاعبين، وهم الذين لا يقدمون ما يوازي قيمة عقودهم المليونية الضخمة، وستلجأ الأندية إلى التخلص منهم بعد أن تورطت في عقودهم في حالة تجسدت حقيقة الهدر المالي وغياب النظرة أو الجدوى الفنية». وتابع «الغريب هو تمسك بعض المحترفين المحليين بمطالبهم المادية المرتفعة دون مراعاة لواقع أنديتهم، أو قيمتهم الحقيقية في بورصة اللاعبين، ومعهم وكلاؤهم في تصوير واقعي لحالة الجشع. وهنا أتمنى من أعضاء الشرف أن يقفوا بصف إدارات أنديتهم بدعم من يستحق البقاء، أو التعاقد معه بناءً على أمور فنية بعيدا عن العاطفة أو العلاقات الشخصية، وأن يقفوا بالمرصاد مع الإدارات يدا بيد ضد جشع اللاعبين المحترفين ووكلائهم». لا توجد سيولة وكيل أعمال اللاعبين السعوديين عبدالرحمن الخنين يؤكد ضعف الانتقالات خلال هذه الفترة الشتوية بسبب عدم توافر السيولة وعدم التخطيط في التعاقدات من قبل الأندية والتي غالبا ما تتبع سياسة التكديس غير المبرر وليس مبنيا على نظرة فنية أبدا، في الفترة الحالية الخامات الجيدة المعروضة من اللاعبين قليلة جدا ليس كما السنوات السابقة. الركود عام وكيل أعمال اللاعبين الدولي المصري ممدوح الساعاتي يعترف بضعف عقود اللاعبين ونزولها وقلة الطلب ويقول: الوضع عام ولا يقتصر على الدوري السعودي، ففي الدوري القطري نزلت الأسعار لديهم، هناك أندية كانت تدفع ملايين الدولارات والآن أكثر لاعب عقده لا يتجاوز مليون دولار لأن الدعم لديهم تقلص في الفترة الشتوية الحالية، هناك ركود عام لم أره منذ 25 عاما، طبعا هناك عوامل أخرى مثل الغش في لاعبين مضروبين على الأندية، يأتون على أنهم نجوم كبيرة ثم ينكشفون في الملعب، لا بد من إعادة النظر لأن الأزمة الاقتصادية أثرت كثيرا، وهناك نقطة مهمة أن 90 % من وكلاء أعمال اللاعبين لا يراعون الله في عملهم وهذه حقيقة للأسف الشديد، أتمنى الاعتماد على اللاعبين الشباب وعدم الركض خلف الوهم خاصة مع حاجة الأندية الملحة للتغيير خلال الفترة الشتوية.