في كل موسم تتجه إدارات الأندية في دوري عبداللطيف جميل لتعاقدات جديدة تؤمن بها حاجات فرقها خصوصا من اللاعبين الأجانب، وعادة ما تتبع الفرق السعودية طريقة واحدة في جلبهم خصوصا اللاعبين الأجانب، وهي مقاطع (اليوتيوب) التي بطبيعة الحال تعتبر سلبياتها أكثر من إيجابياتها، إذ يرى الخبراء والنقاد الرياضيون أن هذه المقاطع قد تظهر لاعبا خارقا للعادة وبمجرد حضوره وتوقيعه لعقد احترافي والمشاركة في المباريات يظهر لاعبا آخر يتضح أنه مقلب شربه النادي بمرارة، خلاف ذلك أن المقاطع التي يعرضها السمسار ربما تكون قديمه أو أنها ليست لنفس اللاعب، فتكون المصيبة أعظم وأشد، فهل تعلمت أندية جميل من أخطاء الماضي أم أن المشهد لا زال يتكرر والعلاج انتظار الشتوية! الإعلامي محمد الدرع الذي افتتح الحديث حول هذا الموضوع، قال: «بالتأكيد لا أؤيدها إطلاقا، العالم وصل للقمر وبعض الأندية يضحك عليها السماسرة المقربون من رئيس النادي بمقطع فيديو قديم «ممنتج»، يعني من الممكن عمل مقطع لأي شخص وإظهاره بمهارة ميسي، ويتم التعاقد معه بعشرات الملايين، ويأخذ السمسار نسبته والنادي يأكل المقلب. ليس هذا فقط بل هناك شرط جزائي لفسخ العقد بالملايين، يعني (كالمنشار طالعين واكليين نازلين واكلين)، والمستفيد جميع الأطراف بما فيهم رئيس النادي الموقع على مثل هذه النوعية من صفقات الفيديو! والخاسر الوحيد الكيانات التي أصبحت مثقلة بالديون المليونية التي نسمع عنها الآن، ومعظمها أعتقد من مثل هذه النوعية من الصفقات. وأضاف: «نحن الآن في عصر وسائل النقل الحديثة، وخلال ساعات تستطيع أن تنتقل من أقصى الشرق إلى الغرب ومن الشمال للجنوب، لذا لابد من السفر من قبل أشخاص متخصصين لمتابعة اللاعب عن قرب في التمارين ومباراة أو اثنتين رسمية ولا مانع من مشاهدة آخر 10 مباريات كاملة، وكذلك تجربته في تمرين بعد اجتيازه الكشف الطبي». الاختيارات ارتجالية المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد يؤكد بأنه من غير المناسب أن يكون اختيار اللاعبين بهذه الطريقة «للأسف أن الاختيارات ارتجالية ولا تخضع للمقايس الفنية ولا تتم بعيون فنية، وهذا بلا شك خلل كبير، وما نشاهده هو تكديس للاعبين أقل ما يقال عنهم أنهم عاديون تماما ولا يصنعون الفارق الفني المطلوب، وعدد منهم أقل فنيا بكثير من اللاعب السعودي، وبالتالي تحصل الخسارة المالية وكذلك الخسارة الفنية وأخذ فرصة اللاعب السعودي، وبالتالي التأثير سلبا على الدوري السعودي». واقترح الخالد على الاتحاد السعودي تقليص اللاعبين الأجانب إلى اثنين لإعطاء الفرصة للاعبين السعوديين وتوفير المال خصوصا مع المشكلات المالية التي تواجه الأندية في الوقت الحالي. لا يعول عليها من جانبه، لا يؤيد المدرب الوطني خليل المصري التعاقد مع اللاعبين الأجانب عبر (اليوتيوب) وهي الطريقة التي اعتاد عليها السماسرة في خارج السعودية «سلبياتها كثيرة منها: هل اللقطات قديمة أم حديثة، وهل اللاعب هو نفسه المعروض بالفيديو، وهل اللاعب سليم صحيا لأن بعض السماسرة يشترط التوقيع واستلام حقه قبل حضور اللاعب، أيضا هل اللاعب يشارك بدوري قوي أو ضعيف، وبالتالي إذا كان ضعيفا هذا الدوري فأي لاعب قادر على البروز فيه، ولم نسمع تعاقدات تمت عن طريق اليوتيوب أظهرت لاعبا مميزا يعول عليه». المقاطع قد تحجب الحقيقة! مدافع الهلال والمنتخب السعودي السابق أحمد خليل، له رأي واقعي نوعا ما يقول فيه «ما الذي يضمن للمسؤولين في الأندية السعودية خصوصا دوري عبداللطيف جميل أن مقاطع اليوتيوب التي تم عرضها عليهم هي لنفس اللاعب الذي تم عرض اسمه عليهم، فقد يتم عرض مقاطع للاعب مميز وإذا وصل هنا طبعا بعد توقيع العقود واستلام قيمة العقد تكون الصدمه بأنه لاعب مختلف، ما الذي يدريك أن اللاعب سليم صحيا وغير مصاب، لذا أعتقد أن هذا النوع من التعاقدات فاشل وغير مجد». بعضها خادع! وكيل أعمال اللاعبين السعودي عبدالرحمن الخنين، قال بأن مقاطع الفيديو تعطي انطباعا أوليا فقط «من خلال مقاطع الفيديو يقرر صاحب الشأن الاستمرار في البحث عن معلومات أكثر من خلال البرامج المتوفرة حاليا التي من خلالها يستطيع الحصول على إحصاء دقيق عن اللاعب ومشاهدة العديد من المباريات، لذلك فالاكتفاء بمشاهدة مقاطع الفيديو خطأ يخدع الكثير من إدارات الأندية التي قد يكتفي بعضها بمقطع فيديو، وأنا كوكيل أعمال لاعبين أطالب الأندية بالتدقيق في التعاقد خصوصا أن هناك صفقات كلفت ملايين الريالات جاءت عن طريق (اليوتيوب) وفي النهاية دفع النادي الثمن باهظا. الغش وارد! أحمد حسن وكيل أعمال لاعبين مصري معتمد من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)، قال: «أولا بالنسبة لطريقة تعاقد الأندية سواء السعودية أو الخليجية بشكل عام صعبة للغاية بسبب أن العلاقات هي من يتحكم بطريقة التعاقد، وهذا يجعل المسؤولين في النادي يتجاوزون بعض السلبيات، وهناك غش من بعض وكلاء أعمال اللاعبين وإن كان أقل في السنوات الأخيرة، مثلا بعض الوكلاء يحضر لاعبا غير الموجود بمقطع اليوتيوب، وهذه حصلت معنا سابقا، ولكن بشكل عام المصداقية في هذا الجانب هي التي تجعل الوكيل يكسب الثقة». ويضيف: «هناك أمور تجعل اللاعب يفشل حتى وإن تم التعاقد معه عبر مقاطع (اليوتيوب) مثل عدم التأقلم أو أمور تتعلق بالنادي سواء في السعودية أو الخليج، مثل عدم الوفاء بالالتزامات المالية أو تأخر دفعها مثلا، فتجد اللاعب يحبط». وحول عدم نجاح اللاعب المصري في ملاعب السعودية، قال: إن تألق لاعب النادي الأهلي السعودي محمد عبدالشافي (شيفو) ينفي هذا الاتهام، لكن الأندية السعودية تعتبر اللاعب المصري (متمردا) وهنا المشكلة. وختاما أطالب أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين السعودي بالتدقيق في اختيار اللاعبين المميزين القادرين على صناعة الفارق، فالدوري السعودي قوي جدا ويجب ألا يلعب فيه إلا لاعب سوبر ستار.