يبدو أن مداخيل الأندية السعودية خاصة تلك التي تلعب في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين لم تعد كافية للإيفاء بمتطلباتها المالية بعد سنوات تجاوزت العشرين عاما من تطبيق نظام الاحتراف في الدوري السعودي، مرت من خلالها الأندية بعدد من المشاكل، حيث ساهم الرؤساء في تلك الأندية إضافة إلى غياب الدور الفاعل من قبل هذه الإدارات لجذب المستثمرين إليها والرعاة في ظل عدم كفاية الدعم الذي يصل لهذه الأندية من حقوق النقل التلفزيوني ومداخيل الاحتراف وغيرها مثل بيع التذاكر من المباريات وبيع عقود اللاعبين.. كل هذا لم يعد كافيا لسد الحاجة الكبيرة والملحة للسيولة المالية، وهذا بطبيعة الحال أدخل الأندية الرياضية في جملة من المشاكل لعل أهمها المنع من التسجيل في فترات السماح (الصيفية - والشتوية) وشكاوى في أدراج لجنة الاحتراف بل وصل الأمر في بعضها للاتحاد الدولي (فيفا) هذا خلاف إغلاق الحسابات البنكية والغرامات المالية، وكلها حقيقة لا يمكن أن نغفلها. الاتحاد يقص الشريط يعتبر عميد الأندية السعودية نادي الاتحاد هو أكثر تلك الأندية معاناة في هذا الجانب، فالنادي الذي كان مطمعا لنجوم كرة القدم ليس على المستوى المحلي فقط بل العربي والعالمي مر بحالة عوز وفقر شديدين أصبح معها غير قادر على تدبر أموره.. ونتج عن هذه الحالة تطاير النجوم خارج أسوار النادي، إضافة لإحجام اللاعبين الأفضل في بورصة سوق اللاعبين عن التوقيع له لعلمهم بحجم الديون والفقر الذي يعانيه، وهو الذي دفع إدارة الاتحاد الشابة برئاسة إبراهيم بن حمدان البلوي لاقتراض مبلغ قارب ال 50 مليون ريال لردم هوة الديون السابقة والتي تسببت بعدد كبير من الشكاوى لدى لجنة الاحتراف وفيفا. ويعتبر الاتحاد ليس الأول ولا الأخير الذي سيسلك هذا الطريق، فالنصر يبدو أن لديه نفس التوجه خاصة مع العجز الأخير وحالة الجفاف المالي، وقد يلحق بهما الهلال والشباب وربما الأهلي بدرجة أقل، فالوضع متأزم في الأندية ويحتاجون حلا جذريا بديلا للمسكنات الوقتية التي لا تلبث أن تعيد الأندية لنفس الدوامة. السناني: الأندية نوعان مساعد السناني مصرفي ومدير بنك سابق وعضو مجلس منطقة القصيم حاليا والذي علق على هذا الموضوع قائلا: أولا دعنا نصنف الأنديه إلى قسمين أولهما الأندية الجماهيرية. وهذه يقودها رؤساء غالبا يتخذون قرارات فردية باختيار اللاعبين والمدربين ويدفعون فيهم مبالغ كبيرة، وعندما تكون النتائج ليست بحجم الطموح تبدأ مطالبات الإعلام والجماهير بالتغيير مما يحمل الأندية مصاريف مادية كبيرة تتشكل على هيئة ديون من رئيس النادي أو أحد أعضاء الشرف.. هذا سبب، وهناك سبب آخر هو أن يقوم عضو شرف بالتعاقد مع لاعب أو مدرب بمبالغ كبيرة ويدفع له الدفعة الأولى ويورط النادي بباقي قيمة العقد. وثانيهما الأندية التي تبيع عقود بعض لاعبيها بمبالغ كبيرة ولم تستثمر هذه الأموال بما يخدم النادي بل تصرف في كل اتجاه دون رقابة أو محاسبة، وهذه الأندية ينطبق عليها المثل الشعبي (ما هان مدخاله هان مخراجه). روشتة العلاج ويرى السناني ضرورة المراقبة المالية الشديدة على إيرادات ومصروفات الأندية ومحاسبة كل من يسيء التصرف بأموال النادي من خلال حصر مداخيل ونفقات الأندية بحساباتها البنكية الرسمية وأن تنشأ في رعاية الشباب إدارة مستقلة باسم (إدارة الرقابة المالية)، مضيفا «هناك حلول أخرى لوقف الهدر المالي بالأندية منها التدخل الحكومي في عقود اللاعبين المبالغ فيها وتشجيع الأندية على إعطاء الفرصة للمدرب السعودي والاهتمام بمواضيع التسويق والرعاية واستثمار المنشآت والمنتجات.. أما فتح الباب للأندية للاقتراض فهو في حد ذاته كارثة أخرى ستظهر نتائجها بعد فترة من الزمن». المعجل: سوء التدبير قاد الأندية للفقر عضو شرف نادي النصر فايز المعجل أكد أن الأندية السعودية تمر بحالة فقر شديد بسبب شُح المداخيل المالية لها، زاد عليها الحالة الاقتصادية بشكل عام وسوء التدبير من قبل إدارات الأندية التي تصرف ببذخ وتفشل أحيانا في إبرام صفقات ناجحة مما يستوجب التعويض الذي يكلف ماليا، بجانب ارتفاع سقف الرواتب للاعبين وتضخم عقودهم بشكل مبالغ فيه، رغم أنني أعتقد أن أغلى لاعب سعودي يجب ألا يتجاوز عقده مليون ريال في العام الواحد، كذلك هناك نقطة أخرى وهي سوء تسويق منتجات الأندية سواء منها أو من الاتحاد السعودي، إضافة لضعف المردود، وهذا طبعا قاد الأندية إلى الفقر والتوجه للقروض البنكية والذي أرى أنه مجرد مخدر موضعي ستعود بعده المشكلة، لذلك أرى أن الخصخصة مهمة جدا في هذا التوقيت.