«لا يمكن الحكم على أي كاتب إلا من خلال كتاباته فقط ولا يمكن الأخذ بالأعمال السينمائية المقتبسة من رواياته» تلك كانت كلمات الأديب نجيب محفوظ الذي استلهمت منه السينما المصرية ما يزيد على 40 فيلما من رواياته. وعلى النقيض يرى الأديب إحسان عبدالقدوس أن الكاتب لا يجب أن ينفصل عن أعماله السينمائية بل يجب أن يتعدى ذلك ويكون مشرفا عليها، ويتفق كثير من المراقبين مع حديث محفوظ حيث تقييم أي أديب لا يتم إلا من خلال كلماته فقط، إذ بإمكان السينما أن تنقل أدب هذا الكاتب بشكل أفضل أو أسوأ مما كتب. وبعد صعود السينما السعودية في الأعوام الماضية، وبالتزامن مع مبادرة وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي في مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس بتحويل القصة والرواية السعودية من العمل الأدبي إلى أعمال وسيناريوهات مرئية، وفي هذا الجانب لا يمكن إغفال التجربة المصرية الرائدة في هذا المجال. نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويحيى حقي ويوسف السباعي وغيرهم من الأدباء الذين شكلوا معالم الرواية المصرية الحديثة، التي خرجت عن الأعراف، وأضحت أكثر صلة بالشارع المصري وهمومه، وتناولت مواضيع الحب والثورة والحرية بشكل مغاير عن السابق، وبعد انتشار هذه الأعمال بشكل واسع لدى المواطن المصري، بدأ صناع السينما مرحلة جديدة في بداية الستينات الميلادية، في استلهام أعمالهم من الرواية المصرية. لا أنام، ويا عزيزي كلنا لصوص، والرصاصة لا تزال في جيبي، وأعمال أخرى عديدة لإحسان عبدالقدوس، الذي يتربع على عرش الأدباء المصريين الذين حولت أعمالهم إلا أعمال مرئية بأكثر من 70 فيلما ومسلسلا، وينافسه نجيب محفوظ بما يقارب 50 عملا، أبرزها الثلاثية الشهيرة، اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، ولا يمكن إغفال الأديب يحيى حقي الذي قدمت السينما المصرية أفضل أعماله كالبوسطجي وقنديل أم هاشم. ولا يعلم الكثيرون أن فيلم (بين الأطلال) هو مقتبس من رواية للأديب يوسف السباعي، والأمر ذاته ينطبق على فيلم (الأرض) للأديب عبدالرحمن الشرقاوي، ما زالت تزخر الساحة السينمائية المصرية بأعمال عديدة مقتبسة من روايات، آخرها مسلسل أفراح القبة الذي عرض في رمضان الفائت، المقتبس من رواية تحمل الاسم ذاته لنجيب محفوظ.