واكب تسجيل فولكلور المزمار الحجازي، في قائمة التراث غير المادي بمنظمة «اليونسكو»، صخب كبير في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد للقرار ومعارض وأبدى عدد من المغردين استنكارهم من ذلك ودشنوا وسما خاصا على صفحات تويتر حمل عنوان «#الدريس_أحرج_المملكة_باليونسكو». وذهب البعض إلى أن رقصة المزمار في الأصل فن وافد ولم يثبت أصوله في الحجاز. الفنان والملحن جميل محمود يؤكد ل«عكاظ» أن رقصة المزمار ضمن موروثات مكةالمكرمة الفنية التى انتلقت إلى جدة والطائف وغيرهما من مدن الحجاز الأخرى، وأنها من أصل مكّاوي. وأيد محمود تسجيله كفولكلور عالمي. وقال: «فولكلور المزمار أو رقصة المزمار موروث مكي، فبقدوم المسلمين من كل فج عميق لما لمكةالمكرمة من خاصية لدى المسلمين التي لم تكن في يوم من الأيام حكرا على قبيلة أو طائفة معينة بعينها دون غيرها. فتجمع الناس والمسلمين في مكةالمكرمة أكسبها خاصية تختلف عن غيرها من المواقع فهي ملتقى الثقافات والتقاليد الشعبية والموروث الإنساني فجمعت عدة موروثات في شتى المجالات في اللبس، السكن، الأكل، العادات، والأفراح، ومن بين تلك التقاليد الفنون بأنواعها». وأضاف جميل: «مكةالمكرمة وأهلها الكرام جمعوا الفن الخاص بها من عدة شعوب، وأصبح المزمار ضمن الموروثات المكية ولا شك في ذلك، سواء أتى لنا من الخارج أو من الداخل. وأهل مكةالمكرمة يمارسون المزمار قبل أن أولد أنا بأجيال وغيرها من الألعاب الشعبية التى ولدت في مكة وأصبحت مكية؛ لأنها صبغت بصبغة أهل مكةالمكرمة». وأوضح أن المزمار عبارة عن مجموعة من الأغاني والأهازيج يقال لها «الزومال» وكل أهزوجة تسمى زومال وتجمع زواميل، والزومال يغنى ويرقص عليه حول النار في الظلام للدلالة على الموجودين حولها. والمزمار رقصة للسلم والحرب لاستعمال العصي للقشاع وهو ضرب من ضرب الحرب والعصي تمثل السيف وهى كلمات عربية متوارثة عبر الأجيال مثل «يا سارية خبرينى»، تتبعها الشرشرة بصوت عالٍ.