احتفت فرق المزامر الشعبية ولاعبو اللعبة، بعد إعلان تسجيل رقصة المزمار على اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونيسكو، في اجتماع اللجنة الحكومة الدولية لليونيسكو بأديس أبابا أول من أمس في دورتها ال11. مرددين عبارة "من الحارة، والخبوت إلى فضاءات اليونيسكو العالمية"، وقال الكاتب المخرج وائل أبومنصور الذي أنتج فيلم "مزمرجي" قبل حوالى عامين ل"الوطن"، "أنا سعيد جدا بهذا الانضمام للعبة أو الرقصة، التي سعينا من خلال الفيلم لملاحقة أسئلة ثقافية/ معرفية، تحاول البحث عن جذور اللعبة/ الرقصة الفلكلورية الأولى في الحجاز "المزمار"، عبر فيلم وثائقي يغوص عميقا في أسرار الرقصة وتفاصيلها، ومحاولة كشف تجلياتها". أسرار اللعبة وتاريخها انتقد أبومنصور غياب الدراسات العلمية الثقافية، أو التوثيقية على الأقل للموروث الشعبي والفلكلور، وقال: "ربما يرجع هذا لغياب الأكاديميات المتخصصة في الفنون، وغياب الدراسات العلمية التي تبحث في هذا الشأن في بلادنا، فالتأريخ للمزمار ينطوي على صعوبات كثيرة، لأن اللعبة أهملت وانتقلت شفاهة ولم تدون، ولا تكاد تجد عنها أي معلومات تفصيلية في المراجع التاريخية، والأهم أن معظم المزمرجية الذين عاصروا اللعبة وحرسوا ذاكرتها، وتشربوا قصص زواميلها وأساطيرها غابوا عن دنيانا، وهنا لابد أن نثير أسئلة، وهذا مأزق خطير في تصوري، في إهمالنا الجانب العلمي لدراسة كثير من ثقافتنا وتراثنا الشعبي، لكن ما يبعث على الأمل أن الأحياء الشعبية ما زالت مخلصة للمزمار ولمعانيه وقيمه، لهذه البهجة والانتشاء الذي يسكنك بعد ليالي المزمار الحية فلا تعود كما كنت، مما يؤكد أن سحر الفنون يكمن في لغتها الإنسانية، مهما تنوعت منابتها". وختم أبو منصور الذي وجد في خبر اليونيسكو فرصة سانحة لإعادة ترويج الفيلم وعرضه: "أظن أن الاهتمام بالمزمار يحمل في طياته تساؤلات مهمة لأزمة الهوية، التي تزداد تعقيدا، وتصعب الإجابة عنها في خضم التغيرات الاجتماعية المتسارعة باطراد". تاريخ 5 قرون المدون الشاب فراس عطية، شريك أبو منصور في إنتاج الفيلم وبطله، قال ل"الوطن": "أعمل الآن على تجميع معلومات أكثر في كتاب "المزمار أسرار وتاريخ"، وآمل أن ينتهي قريبا إنجاز كتابة تفصيلية عن هذا الفن العريق، الذي ترجع مصادر تاريخية انتشاره في مكةالمكرمة إلى عهد المماليك أي أكثر من 5 قرون. وتابع فراس "أجد نفسي مصابا بالحيرة وأنا أتمعن في لعبة المزمار، فمن ناحية، أرى في طياته معاني إنسانية ووجدانية عميقة، ورموزا وأساطير لا أملك أمامها إلا الإحساس بأن هناك فلسفة عظيمة وراءه، ومن ناحية أخرى هناك الصورة السائدة عن اللعبة، كونها لعبة مقاطيع ونتاجها عنف بلا مبرر ولا معنى أسقطها من الذاكرة الثقافية الرسمية. المزمار في جوهره دعوة للبهجة لطرد الشياطين وانتصار الخير على الشر في النفس، وإن كان لا يبدو كذلك عند النظرة الأولى، باختصار المزمار هو تكثيف لصراع الحياة الأساسي، مختزلا الدنيا وما يجري فيها في دائرة الجوش، مفسرا الحياة من وجهة نظر الحارة، شاحنا المفردات بحمولاتها الخاصة بها، هو تسجيل بخط اليد في الذاكرة الجمعية رغما عنها، مخلدا سير أبطال يعتبرهم الآخرون من سقط المتاع." - المزمار اقترن بالأفراح وليالي السمر - لعب ورقص شعبي ينتشر في معظم مدن الحجاز - آليته تقوم على (الجوش) يتقابل فيه رجلان بعد دورة في منتصف دائرة اللعب - (العدة) مكونة من (النقرزان) و(المرد) و(العلبة) و(المرجف) - مكان اللعب فضاء مفتوح وتوقد النار لإضاءة مكان اللعب إذا كان الوقت ليلا - العصا التي يديرونها من الأشجار القوية وطولها نحو متر ونصف المتر وتسمى الشون أو العود - (الزومال) هو الأهزوجة التي تصاحب اللعب - للعبة آداب وقوانين لا يخرج عنها اللاعبون - تتكون اللعبة من صفوف متقابلة أقلها صفان