هل تنقذ الخصخصة الأندية من الفوضى والعشوائية الحالية، وهل ستنقلها من البيروقراطية الحكومية، وهل ستكون مرتعا خصبا للاستثمار الرياضي.. بعد أن ظلت لعقود طويلة تعتمد في مداخيلها المالية على الدعم الحكومي والنقل التلفزيوني وفتات الاستثمار ودعم أعضاء الشرف والذين ظلوا لسنوات طويلة يقدمون الدعم المادي، الذي لم يعد مجديا في ظل عقود تتضخم وتصل لملايين الريالات وأندية تصل إلى خط الفقر بعد أن أرهقت ميزانياتها بسبب (التبذير) غير المقنن بعملية ضبط في الصرف ومتابعة دقيقة من قبل الجهاز التابعة له الأندية. أشياء كثيرة سيغيّرها نظام الخصخصة خاصة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ومع التطور الكبير في الاستثمار الرياضي، كل هذه الاستفسارات والمخاوف تدور في أفكار المنتمين للوسط الرياضي وينتظرون إجابات شافية ووافية للسير بالأندية إلى المقدمة في هذا المجال، وتوديع زمن الجباية وهبات أعضاء الشرف. الأندية جاهزة للتخصيص الدكتور والمدرب المعتمد في الإدارة والتسويق الرياضي مقبل بن جديع قال إن التخصيص كمشروع هو حلم كنا جميعا ننتظره طوال ال15 سنة الماضية، والسبب الرئيسي في شوقنا وحماسنا لهذا المشروع هو أن التخصيص سيحرر الأندية من القيود والبيروقراطية وينقلها إلى القطاع الخاص صاحب الكيانات التجارية المستقلة، وأردف: نعلم جميعا ماذا يعني أن تكون الأندية كيانات تجارية خاصة ومستقلة، وتحديدا على الصعيد الإداري والمالي والتجاري، مبديا تفاؤله بنجاح هذا المشروع الذي سينقل وضع الأندية من مرحلة الفوضى والعشوائية والعمل الفردي إلى مرحلة التنظيم والاحترافية والعمل المؤسساتي، وزاد: تفاؤلي مبني على نقاط أساسية لعل من أهمها أن لجنة التخصيص درست الوضع الحالي للأندية واستعرضت التجارب العالمية وبمقارنات دقيقة توصلوا لأنسب النماذج التي سيرتكز عليها نظام التخصيص في المملكة، موضحا أن تطبيق التخصيص سيكون وفق قوانين وتشريعات دُرست بعناية فائقة لتكون قاعدة لنظام شامل ومتكامل يقود لعمل مؤسساتي منظم، يسير وفق قانون واضح يمثل خارطة الطريق التي تحفظ الحقوق وتوضح علاقة المستثمر بالأندية وبالسوق الرياضي، ممتدحا قرار إنشاء صندوق تنمية الرياضة، الذي سيشكل الذراع الاستثماري لهذا المشروع من خلال استقبال مبالغ بيع الأندية واستثمار جزء منها مع انفاق الجزء الآخر على الألعاب الأخرى، مشددا على أن تكوين لجنة إشرافية على مشروع التخصيص برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد، ستساهم في ضمان نجاحه من خلال مراقبة التنفيذ، إضافة لتذليل الصعاب وإزاحة العوائق التي ستواجه المستثمر. 5 مليارات دخل روما من جهته، يقول الكاتب والمهتم بالاستثمار الاقتصادي أحمد الكاموخ إن النقلة النوعية الحاصلة في الموافقة على خصخصة الأندية السعودية والتبعات الإيجابية لحزم القرارات المنبثقة من مجلس الشئوون الاقتصادية والتنمية ستسرّع من حركة عجلة الاقتصاد، وستساهم في رؤية المملكة اقتصاديا من حيث التنوّع في مصادر الدخل، إضافة إلى إنشاء سوق رياضي بحت تندرج من خلاله العديد من الأمور أبرزها تهافت الشركات والمؤسسات العملاقة ورجال الأعمال من أجل خلق بيئة استثمارية ناجحة مشابهة لمثيلاتها من الدول المتقدّمة وبخاصة في الدوريات الخمس الكبرى في القارة الأوروبية، إذ استطاعت تلك الدول أن تهيّئ الأجواء الاستثمارية لكبار الشركات العالمية من أجل الاستثمار في الرياضة المحلية.