أكد عضو مجلس الشورى رئيس لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات اللواء المهندس ناصر بن غازي العتيبي ل«عكاظ» أن هناك «تأخرا كثيرا في تغطية الشبكات الحديدية في جميع مناطق المملكة، ولكن من سار على الطريق وصل»، مضيفا نحن الآن نسير في الطريق الصحيح لتكتمل منظومة النقل العام عبر المشاريع العملاقة. وقال: «إن المشاريع الكبيرة الخاصة بتوسعة شبكة الخطوط الحديدية على مستوى مناطق وأقاليم المملكة، والتي تم إطلاقها أخيراً، ستسهم بمجرد تشغيلها الفعلي في إنهاء معاناة الآلاف من المواطنين»، لافتاً إلى أن من بينها مشروع خط الشمال - الجنوب (سار)، الذي يبلغ طوله 2750 كلم، وتم الانتهاء من تنفيذه، ويمر بست محطات للركاب (الرياض، المجمعة، القصيم، حائل، الجوف، والقريات)، ويخدم نقل المعادن والفوسفات والبوكسايت والبضائع، ما سيوفر لمدن الشمال (حائل، الجوف، والقريات) وسيلة نقل حديثة وسريعة تصل بينها وبين الرياض، خصوصاً أنها تشهد صعوبة في حجوزات السفر بنسبة كبيرة على مدى العام، إضافة إلى مشروع قطار الحرمين السريع للركاب، الذي يبلغ طوله 450 كلم، وجار تنفيذه حالياً، وأوشك على الانتهاء. وأبدى اللواء العتيبي إعجابه بانطلاق قطار «سار» بحضور أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، والتجربة الأخيرة التي تؤكد أن الخطوط الحديدية في تطور سريع جداً، وأن العمل قائم على قدم وساق في كافة المشاريع، في ظل اهتمام القيادة بوضع الأسس التنظيمية والقانونية التي تمهد لانطلاقة صحيحة لهذا النشاط الكبير في حجمه ودوره، والمهم في نتائجه وآثاره المستقبلية. وقال: «طموحنا اكتمال شبكات الخطوط الحديدية في أنحاء المملكة، وهنا علينا أن نقول إن ساعة الصفر بدأت لانطلاق العمل الجدي والحراك والتفاعل على مدار ال24 ساعة، خاصة أن خدمة النقل بالسكك الحديدية لن تكون مجدية طالما بقيت محصورة في نطاق معين داخل المملكة، ولن يبرز دورها الفعلي إلا إذا انتشرت عبر شبكة متكاملة تربط التجمعات السكانية الرئيسية بالموانئ والمدن الاقتصادية في مختلف مناطق المملكة، والعمل يسير حالياً بمخطط مرسوم، وفي طور التحول الوطني 2030 والذي اعتمد أهدافاً وإستراتيجيات ومؤشرات أداء لابد من الوصول إليها، لأنها تضيف مشاريع جديدة إلى ما هو قائم حالياً من تحديث وتطوير لشبكة الخطوط الحديدية والمنشآت والخدمات والأنظمة الإلكترونية الحديثة، التي نفذت لخدمة هذه الشبكة»، معتبرا أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية حالياً في تطور وإنجاز ملحوظ. وتساءل: «إلى متى نقدح ونعيب، وهناك تحسن في الخطوط الحديدية، وإنجازات واضحة، وتفعيل لخطوات مرسومة ومشاريع تنفذ». وأضاف أن المشاريع العملاقة التي تتم مراحلها حالياً في المدن الرئيسية ذات الكثافة السكانية العالية، ومنها ما يتم حالياً في مدينة الرياض، التي تحتضن مشروع إقامة أكبر مشروع للنقل العام في العالم بشقيه المترو والحافلات، نتمنى أن تحقق الأهداف المأمولة في خدمة النقل، وترفع كفاءة مستوى الخدمات في بيئات نظيفة، من أجل سلامة أفضل، مبيناً أهمية التناغم والانسجام الكامل بين شبكات النقل (الطيران، القطارات، وطرق عامة للنقل العام)، من منطلق أنها مكملة لبعضها، لافتاً إلى أنه عند بدء حركة القطارات في المملكة سيتم الوصول إلى الأهداف المنتظرة وفي مقدمتها تخفيف العبء من السعة المقعدية للطيران، وانتعاش الحركة اقتصادية، إضافة إلى التواصل الاجتماعي ورضا المواطنين، وهذا يعود للتناغم في شبكات النقل المهمة جداً. وقال: «عندما يكون لدينا طيران في ظل وجود قطارات وطرق سيئة، سيتحمل الطيران هذا العبء، المتمثل في عدم القدرة على استيعاب المسافرين، خصوصاً أن السعودية تعتبر قارة (مناطق ومحافظات ومراكز مترامية الأطراف)، ونحتاج إلى نقل سريع يغطي الحركة التجارية والاقتصادية والاجتماعية». وكشف أن لجنة النقل والاتصالات في المجلس التقت مندوبين من وزارة النقل، وطالبتهم بالتسريع بتناغم شبكات النقل في الجوانب كافة، مبيناً أن عمل اللجنة الجاد سيستمر إلى أن تصل الخدمات إلى المواطن ومتطلبات الاقتصاد إلى جميع مناطق ومحافظات المملكة، مؤكداً أن لجنة النقل في «الشورى» تسعى بكل جهودها في هذا الجانب، إضافة إلى دراسة التقارير التي ترد إلى المجلس ومناقشتها ووضع التوصيات بكل حرص لتكتمل شبكة النقل في بلادنا. وأوضح أن شبكات النقل تحدث تغيرات اجتماعية واقتصادية في المدن، من حيث التوسع التجاري واستغلال الموارد البشرية والمادية، والمساهمة في انتقال السلع واليد العاملة إلى الأماكن التي تكون فيها أكثر نفعاً، أي أنها العصب الحساس في الكيان الاقتصادي والتجاري والاجتماعي على مستوى الوطن، باعتبارها الوسيلة الفاعلة في تحقيق التواصل المستمر بين النقاط المختلفة للعملية الاقتصادية والتواصل الاجتماعي، ولهذا لابد أن يشهد قطاع النقل من الاهتمام والتطور الشيء الكثير. وانتقد العتيبي وسائل الإعلام التي تنتقص من عمل مجلس الشورى، وتحاول التقليل من المهمات التي يقوم بها أعضاؤه، من أجل الإثارة والافتراء الذي يصنف تحت بند الإساءة، مرحباً بالنقد الهادف المستند على ركائز الحقائق والوثائق، وقال: «الجميع يدركون أن النقد البناء يهدف إلى التنمية، ويصب في مصلحة المواطن للرقي بالخدمات المقدمة له»، واصفاً مجلس الشورى بالجندي المجهول، الذي يسن الأنظمة ويقوم بالمراقبة ووضع التوصيات، مؤكداً أن لجانه تعمل بكل جد واجتهاد لكل ما يخدم الوطن في كافة الجوانب. وختم بالقول: «علينا أن لا نستبق الأحداث وننتظر قراءة التقرير السنوي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية للعام المالي 1435- 1436 والذي سيناقشه المجلس الأسبوع القادم».