تواصلت عمليات الاقتراع في اليوم الثاني للمرحلة الاولى من اول انتخابات تشريعية مصرية بعد ثورة 25 من يناير/كانون الثاني التي اطاحت بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ورصد مراسلو بي بي سي المنتشرين في عدد من المدن المصرية بدء اليوم الانتخابي الثاني، ففي القاهرة ومن المركز الانتخابي في السيدة زينب، وصف موفد بي بي سي محمد طه تواصل الاقبال الجماهيري حيث ابتدأ المركز الانتخابي يومه بطابور وقف ينتظر بدء عملية الاقتراع. واضاف ان الشكاوى في هذه الدائرة الانتخابية اقتصرت على امور اجرائية كتأخر وصول بعض القضاة او عدم فتح المراكز الانتخابية في وقتها. وفي الاسكندرية قال مراسل بي بي سي عطية نبيل ان مراكز الاقتراع افتتحت الثلاثاء بكثافة ناخبين اقل بكثير من يوم امس، لان اغلبية الكتلة الانتخابية ادلت باصواتها في اليوم الاول. واضاف نبيل انه تم رصد بعض المخالفات المتمثلة في مواصلة مرشحي بعض الاحزاب دعايتهم الانتخابية خارج اسوار المركز الانتخابية، وشكاوى اجرائية من بعض الناخبين بأنهم ارسلوا الى مراكز انتخابية بعيدة عن مراكز سكناهم. ومن اسيوط، وصف مراسل بي بي سي عمرو جميل بدء اليوم الانتخابي وسط طقس بارد بقلة كثافة الناخبين بالمقارنة مع اليوم الاول. واوضح ان عملية التصويت تواصلت في الدائرة الثانية من اسيوط على الرغم من صدور قرار من المحكمة الادارية بوقف عملية التصويت، الا ان المسؤولين هناك برروا استمرار عملية التصويت بتأخر وصول القرار الى الدائرة الانتخابية. واضاف مراسلنا بوقوع بعض المشاكل في قرية النواورة اثر قيام واحد من انصار أحد المرشحين بالتهجم على اللجنة الانتخابية بعد استبعاده من الاقتراع لأنه لم يؤد الخدمة العسكرية الالزامية، فضلا عن قيام احد انصار مرشح اخر بقطع الطريق وقد قامت قوات الامن بمعالجة الموقف وفتح الطريق. وفي بور سعيد رصد موفد بي بي سي ابراهيم خليل قلة كثافة الناخبين الى حد كبير عند فتح ابواب المراكز الانتخابية مقارنة بيوم امس، وتواصل التواجد الامني المكثف للجيش الذي ظلت مدرعاته وعرباته العسكرية تجوب شوارع المدينة وتقوم بحماية المراكز الانتخابية. تمديد تواجد الجيش المصري بكثافة لتأمين المراكز الانتخابية ومضى اليوم الاول من عملية الاقتراع بهدوء وامتاز باقبال جماهيري كبير على مراكز الاقتراع التي ظلت ابوابها مشرعة امام الناخبين حتى الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي بعد تمديد فترة الاقتراع ساعتنين اضافيتين لاستيعاب اعداد الناخبين الكبيرة الذين احتشدوا في المراكز الانتخابية، حسب بيان للمجلس العسكري الحاكم. ولم يشر البيان إلى أي توقعات لنسبة الإقبال على التصويت. لكن قضاةً يشرفون على عملية الاقتراع قالوا إن الإقبال كان مطَّردا على مدى نهار الاثنين، حيث بدأ اليوم الانتخابي بطوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع. قد أدلى ملايين الناخبين المصريين بأصواتهم في بداية الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية وسط تقارير تحدثت عن "خروقات وأخطاء" شابت عملية الاقتراع وأثارت غضب الناخبين. وذكرت تقارير أخرى أن سيدة فارقت الحياة بعد أن أُصيبت بنوبة قلبية وهي تقف في طابور الناخبين، بينما أُصيب 25 ناخبا آخر في أحداث متفرقة أخرى. ويحق لنحو 17 مليون ناخب مصري الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من هذه الانتخابات، يختارون من خلالها مجلس الشعب الجديد، وتنتهي في 11 يناير/كانون الثاني المقبل. ترحيب دولي ورحَّبت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا الاثنين بسير عملية الاقتراع في الانتخابات التشريعية المصرية في يومها الأول، والتي تمهِّد الطريق لانتقال السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة إلى مدنيين. فقد اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الأنباء المُبكِّرة بشأن الانتخابات المصرية، وهي الأولى التي تجري في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في الحادي عشر من فبراير/شباط الماضي، "إيجابية إلى حدٍّ بعيد". وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر: "لم ترد أي أنباء تفيد بوقوع أعمال عنف، أو مخالفات، وقد كان الإقبال على التصويت كبيرا". من جانبه، قال السفير البريطاني في مصر، جيمس وات، لوكالة رويترز للأنباء إن الانتخابات المصرية "حدث سياسي مهم"، وأشار إلى أنها "أُجريت بشكل منظَّم وسلمي". وقال وات: "هذه الانتخابات حدث مهم في التحوُّل الديمقراطي لمصر. لقد زار العاملون معي عددا من اللجان الانتخابية وشاهدوا الإدلاء بالأصوات يجري بطريقة منظَّمة وجيدة." وأضاف قائلا إن "هذه الانتخابات لا تزال في بدايتها، لكن حتى الآن يبدو أنها سارت بشكل سلس." وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قد حثَّ في بيان أصدره الأحد السلطات المصرية على ضمان إجراء الانتخابات دون عنف، وأن تكون نزيهة وموثوقا بها، قائلا "إن صدى الانتخابات المصرية سيتردد في أنحاء المنطقة". مناطق انتخابية ويقسم النظام الانتخابي المصري إلى ثلاثة مناطق انتخابية تشمل كل منها تسعا من محافظات البلاد البالغ عددها 27 محافظة، ويتم الاقتراع فيها على التوالي. وقد خصِّص يوم الاثنين للانتخابات في القاهرةوالاسكندرية، إضافة إلى محافظات أخرى مثل الأقصر في صعيد مصر وستظل صناديق الاقتراع مفتوحة ليومين في المرحلة الأولى. ويجمع النظام الانتخابي بين نظام القائمة النسبية ونظام الدوائر الفردية، اذ يتم انتخاب ثلثي الأعضاء بالقوائم، والثلث الأخير بالنظام الفردي. الدور الثاني المحتجون يطالبون بتأجيل الانتخابات وبتسليم السلطة لمدنيين ويجري الدور الثاني للمرحلة الأولى على المقاعد التي سيتم انتخابها بنظام الدوائر الفردية في الخامس من كانون الأول المقبل. وتبدأ المرحلة الثانية من الانتخابات في الحادي والعشرين من الشهر المقبل وتكمل بدور ثانٍ في الثالث من كانون الثاني/يناير، وتنتهي الانتخابات التشريعية في الحادي عشر من الشهر نفسه بعد الدور الثاني للمرحلة الأخيرة. ويرى مراقبون أن مصر تشهد في هذه الانتخابات أول اختبار حقيقي لها في مرحلة التحوُّل الكبيرة التي تمر بها البلاد بعد حقبة مبارك، وسط خلافات متصاعدة بين مفجِّري ثورة يناير/كانون الثاني من الشباب، والمجلس العسكري الحاكم. فعلى الرغم من ان الثورة المصرية كانت ثورية شعبية واسعة ضد نظام حكم مبارك، الذي استمر نحو ثلاثين عاما، فقد اتَّسمت الأشهر التسعة اللاحقة لها بالخلافات والتعثُّر في إحداث تغييرات سياسية جذرية في البلاد.