استيقظت مصر أمس على كتابة فصل جديد في تاريخها الحديث، وشرع الناخبون في الإدلاء بأصواتهم ضمن الجولة الأولى من انتخابات تشريعية تمهد لنقل السلطة إلى المدنيين من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك في فبراير (شباط) الماضي. ووقف شهود عيان على أن الإدلاء بالأصوات انتظم في مراكز اقتراع في الموعد المحدد، وهو الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، بيد أنه تأخر في مراكز اقتراع أخرى، قائلين إن الإقبال كبير من الناخبين من مختلف الأعمار. ومن جانبه قال رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات عبدالمعز ابراهيم في تصريحات للصحفيين إنه فوجئ بالإقبال الكبير على التصويت، مشيرا إلى أن الناخبين توافدوا على مراكز الاقتراع بأعداد أكبر مما كان متوقعا. وأكد أن العملية الانتخابية تسير بسلاسة، بيد أنه استدرك قائلا إنه يتوقع أن تكون هناك بعض المخالفات. وفيما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن تمديد الاقتراع لمدة ساعتين في جميع المراكز الانتخابية أمس لتغلق الساعة التاسعة مساء بدلا من السابعة، قال رئيس اللجنة عبدالمعز إبراهيم في مؤتمر صحافي أنه لم تحدث مشكلات أمنية خلال عمليات الاقتراع غير أنه أقر بوقوع مشكلتين. وأوضح أن المشكلة الأولى تتعلق بتأخر وصول بعض القضاة إلى مراكز الاقتراع بسبب عدم قدرتهم على معرفة مكانها أو بسبب الأمطار وتعطل حركة السير. والمشكلة الثانية تمثلت في عدم وصول بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد. وشدد على أن وزارة الداخلية تتحمل مسؤولية هذا التأخير لأنها مكلفة بعملية توزيع الأوراق على المراكز الانتخابية. ويدلي المصريون بأصواتهم في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب في تسع محافظات هي القاهرة، الإسكندرية، أسيوط، الفيوم، الأقصر، بورسعيد، دمياط، كفر الشيخ، والبحر الأحمر. وعند مقر انتخابي في «روض الفرج» في الدائرة الأولى القاهرية، دخل أول ناخبين بعد نحو نصف الساعة من موعد بدء الاقتراع. وأوضح ضابط جيش في المقر أن القاضي اتخذ إجراءات فتح مراكز الاقتراع متأخرا. وفي مقر انتخابي، نفس الدائرة، فتحت لجان فرعية في أحد مراكز الاقتراع أمام الناخبين الساعة التاسعة صباحا. وذكر مدحت رأفت، وهو مندوب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمون، أن القضاة رفضوا العمل في المقر بعد أن اكتشفوا أنه لا يوجد قاض على كل صندوق اقتراع. وكان عدد الناخبين أمام مراكز الاقتراع كبيرا وأبدى البعض تذمرا من التأخير. وقال رجال الشرطة العسكرية الذين يتولون تأمين المراكز إن قضاة ومراقبين ومندوبين عن المرشحين تأخروا في الحضور. وبين شهود أن التصويت تأخر أيضا لدقائق عند مراكز في محافظة أسيوط جنوبي القاهرة. وقبل بدء الاقتراع توقع محللون انتخابات نزيهة، على خلاف الانتخابات التي كانت تجرى في السابق لكن محللين آخرين قالوا أن ضعف الاستعدادات يجعل القضاء التام على أساليب الانتخابات السابقة يبدو بعيد المنال. وكشفت شاهدة عيان في حي المطرية القاهري عن أن مؤيدي مرشحين كانوا يوزعون أوراق دعاية أمام المراكز، على الرغم من حظر الدعاية لمدة 48 ساعة قبل الاقتراع. وأوردت صحف محلية أن أحزابا قدمت طعاما لناخبين خلال الأيام الماضية لحثهم على انتخاب مرشحيها. وتكتمل مراحل التصويت الثلاث لانتخابات مجلس الشعب في 11 يناير (كانون الثاني) وتجرى كل منها على يومين.