عقد رئيس جنوب السودان سلفا كير السبت محادثات في العاصمة السودانية الخرطوم مع عدد من المسؤوليين في أول زيارة له منذ إعلان دولة جنوب السودان قبل ثلاثة أشهر. وشهدت العلاقات بين شمال السودان وجنوبه توترا في الآونة الأخيرة بسبب قضايا عدة من بينها الأمن على الحدود وسبل اقتسام عائدات النفط. وكانت حكومة جنوب السودان قد طالبت مجلس الأمن الخميس بوضع جدول زمني يجبر حكومة الخرطوم على سحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم و جوبا. وقال الجيش السوداني الأسبوع الماضي إنه لن ينسحب من أبيي وسيبقى قواته بالرغم من دعوة الاممالمتحدة لسحب كافة القوات العسكرية من هناك. وربط الجيش السوداني انسحابه بانتشار قوات حفظ السلام الاثيوبية التابعة للامم المتحدة بشكل كامل لمراقبة وقف اطلاق النار. وتأتي زيارة سلفا كير في الوقت الذي تشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق توترا بسبب المعارك التي تدور بين القوات الحكومية وقوات تابعة للحركة الشعبية. وكان القتال قد اندلع في جنوب كردفان في أوائل يونيو/ حزيران الماضي بسبب الخلاف على نتيجة الانتخابات في الولاية، قبل أن يمتد ليشمل ولاية النيل الأزرق المجاورة. يذكر أن أعدادا كبيرة من مواطني الولايتين، تقدر بعشرات الآلاف، قاتلوا إلى جانب القوات الجنوبية خلال الحرب الأهلية (1983-2005). وكان اتفاق السلام الشامل -الموقع عام 2005 برعاية دولية وافريقية- انهى عقدين من الحرب الأهلية ومنح ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حق ابداء الرأي في الاتفاق فيما يعرف بالمشورة الشعبية، وهو ما لم ينفذ حتى الآن. من ناحية أخرى قالت الأممالمتحدة إن آلاف الأشخاص نزحوا من ولاية النيل الازرق بسبب القتال وأوضحت المنظمة الدولية أنها فتحت مخيما جديدا لاستقبال النازحين في اثيوبيا المجاورة. وذكرت المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة أن اكثر من 27 ألف شخص هربوا خلال الاشهر الاخيرة من النيل الازرق إلى اثيوبيا أو جنوب السودان بسبب المعارك بين القوات السودانية والحركة الشعبية.