وصل رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى الخرطوم السبت في أول زيارة له منذ انفصال بلاده عن السودان ،حيث يبحث القضايا الرئيسة العالقة بما في ذلك منطقة ابيي ومسألة النفط ،وهي القضايا التي لا تزال حجر عثرة في العلاقات بين الشمال والجنوب. وكان الرئيس السوداني عمر البشير في استقبال كير في المطار مع أعضاء من حكومته، ومن المرتقب أن تبدأ المحادثات في وقت لاحق ويرافق كير خلال الزيارة وزير جنوب السودان لشئون مجلس الوزراء دينغ ألور فضلا عن وزراء النفط والمالية والعلاقات الخارجية. وكان جنوب السودان قد أعلن استقلاله الرسمي عن الخرطوم في التاسع من يوليو بعد أكثر من عقدين من حرب أهلية انطلقت لأسباب تتعلق بالدين واختلافات عرقية ومادية والنفط، خلفت الجنوب في حالة دمار شامل. ولم تشهد المفاوضات حول تسوية الخلافات السياسية والاقتصادية مع السودان تقدماً يذكر، سواء قبل انفصال الجنوب أو بعده. والأسبوع الماضي قال الرئيس السوداني عمر البشير الذي حضر مراسم انفصال جنوب السودان في جوبا كضيف شرف: إن جنوب السودان «أولوية قصوى» بالنسبة لنظام الخرطوم. وقال البشير أمام أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم «نتطلع لتسوية القضايا العالقة عبر الحوار ودون تدخل خارجي». ويشكِّك الدبلوماسيون في الخرطوم في احتمال التوصل إلى أي اتفاقات رئيسة بل يعتبرون الزيارة التي تستمر يومين إجراءً لبناء الثقة يؤدي إلى مفاوضات هامة خلال الأسابيع المقبلة. غير أن آخرين يأملون حصول انفراج فيما يتعلق بوضع ابيي المنطقة الحدودية المتنازع عليها ،التي احتلها جيش الخرطوم في مايو، وكذلك ما يتعلق بتقاسم عائدات النفط الذي يتواجد أغلبه في الجنوب. غير أن أيّاً من الجانبين لم يظهر حتى الآن أي نية لتغيير مواقفه الرئيسة، سواء على صعيد ابيي والنفط، أو على صعيد اتفاقات هامة أخرى تتعلق بترسيم الحدود بين البلدين وأخرى تتعلق بالتجارة والديون العامة. ويتزايد الارتياب في العلاقات بين البلدين مع تبادل الاتهامات بين مسؤولين كبار من جوباوالخرطوم. فالخرطوم لم تسحب قواتها من ابيي بحلول الثلاثين من سبتمبر مخالفة اتفاقا بذلك، ما حدا بمسؤول كبير بجنوب السودان لاتهام النظام السوداني بأنه لا ينوي إنهاء احتلاله، ومن ثم يعمد لمنع عودة المشردين من الجنوبيين منذ اجتياح الجيش الشمالي للمنطقة. وعلى صعيد منفصل ،سبق أن أوقفت الخرطوم صادرات النفط الجنوبي عبر أراضيها منذ يوليو بسبب رفض الجنوب دفع الرسوم التي حددتها مقابل مرور نفطه عبر شبكة النقل الشمالية ،وهي الرسوم التي وصفها الجنوب بأنها «اشبه بسرقة في وضح النهار». أمّا في جنوب كردفان الحدودية التي باتت واقعة في شمال السودان فيدور قتال منذ شهور بين الجيش السوداني والمتمردين الذين قاتلوا يوماً إلى جانب الحركة الشعبية الجنوبية، وقد امتد القتال الشهر الماضي الى ولاية النيل الأزرق الحدودية التي تربطها صلات سياسية قوية ايضا بجنوب السودان. وقالت وكالة الأممالمتحدة للاجئين الجمعة :إن القتال في النيل الأزرق أجبر أكثر من 27 ألفاً وخمسمائة شخص على الفرار من السودان إلى اثيوبيا وجنوب السودان خلال الشهر الماضي. وقالت الوكالة: إنها افتتحت مخيماً جديدا للاجئين في غرب اثيوبيا لاستقبال سيل اللاجئين بعد أن بلغ المخيم الآخر الرئيسي في المنطقة الكائن في شيركولي سعته القصوى الممثلة في 8700 لاجئ.