عتبر البيت الابيض الخميس ان الرئيس السوري بشار الاسد "على طريق الرحيل" وهو يأخذ سورية ومجمل منطقة الشرق الاوسط في "طريق خطير"، في تشديد جديد للموقف الاميركي ازاء النظام السوري. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان سورية "ستكون افضل" من دون بشار الاسد، مضيفا ان كثيرا من الاشخاص في سورية والعالم باتوا يخططون لمستقبل لا وجود للرئيس الاسد فيه. واضاف "ان الاسد على طريق الرحيل (...) علينا جميعا ان نفكر في مرحلة ما بعد الاسد كما يفعل اصلا ال 23 مليون سوري". وتابع كارني "نستطيع ان نقول من دون ان نجازف كثيرا ان سورية ستكون في حالة افضل من دون الرئيس الاسد". وكان بعض المحللين يعتبرون حتى الان ان الولاياتالمتحدة تتحفظ على دعوة الاسد مباشرة الى التنحي خوفا من نزاع طائفي وحرب اهلية وحصول فراغ في السلطة. بدورها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس انها تعتقد ان حكومة الاسد مسؤولة عن سقوط اكثر من 2000 قتيل في قمعها للاحتجاجات السلمية. وكررت كلينتون قولها ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان الاسد فقد شرعيته في سورية، واضافت ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يعملون على استراتيجيات لممارسة مزيد من الضغط الذي يتجاوز العقوبات الجديدة التي اعلنت اليوم الخميس. الى ذلك سعت الولاياتالمتحدة الخميس الى زيادة الضغط على النظام السوري باعلانها عن فرض عقوبات على رجل الاعمال محمد حمشو القريب من الرئيس بشار الاسد وعائلته. وافادت وزارة الخزانة الاميركية في بيان ان العقوبات تجمد الارصدة التي من الممكن ان يملكها هذا الرجل البالغ من العمر 45 عاما ومجموعته، مجموعة حمشو الدولية، وتمنع على الشركات والرعايا الاميركيين التعامل معهم. وبحسب واشنطن فإن حمشو "احد اشهر رجال الاعمال في سورية ولديه مصالح في كل قطاعات الاقتصاد السوري تقريبا". واكدت الحكومة الاميركية ان حمشو "شريك مقرب من ماهر الاسد" شقيق الرئيس السوري و"عمل كوسيط له ولعدد من شركاته". من ناحية اخرى طالب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الخميس القيادة السورية ببدء حوار مع المعارضة واجراء اصلاحات. وقال مدفيديف في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" والقناة الاولى القوقازية واذاعة "صدى موسكو" امس "حسب احاديثنا الخاصة والرسائل التي بعثت بها الى الرئيس السوري (بشار الاسد)، فانني اطرح فكرة واحدة مفادها ضرورة البدء فورا بتنفيذ الاصلاحات والتصالح مع المعارضة واستئناف السلام المدني وانشاء دولة عصرية". واضاف انه اذا لم يفعل ذلك فانه ينتظره مصير محزن وسنضطر في النهاية الى اتخاذ اجراءات معينة. ولم يعقد الرئيس الروسي مقارنة مباشرة بين الاوضاع في سورية وليبيا. غير انه قال: "يوجد في ليبيا شخص حكم البلاد 40 عاما وقرر استخدام القوة ضدها" و"نحن لا نعتبر ذلك صحيحا"، وذلك في اشارة الى الزعيم الليبي معمر القذافي. واعتبر مدفيديف ان "موضوع سورية اكثر صعوبة اذ ان الوضع فيها يسير بطريقة دراماتيكية اكثر".