ظفر المعارضون الليبيون يوم الخميس بمساعدات تزيد عن 1.1 مليار دور في مؤتمر ضم دولا غربية وعربية وركز على ما وصف بانه "نهاية اللعبة" لمعمر القذافي والحرب الاهلية في ليبيا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان محادثات جارية مع أشخاص قريبين من القذافي وانه توجد "امكانية" لنقل السلطة في ليبيا. لكنها اضافت قائلة "لا يوجد حتى الان طريق واضح للمضي قدما." وفي اشارة ايضا الى ما وصفها باقتراحات متعددة من حكومة القذافي قال وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود ان نهاية القذافي "ربما تكون أقرب" من المتوقع. وقصفت طائرات لحلف شمال الاطلسي طرابلس في الوقت الذي قال فيه المعارضون في المحادثات الجارية في ابوظبي انهم يأملون في استئناف انتاج النفط قريبا. وفي الاممالمتحدة قال مدعي المحكمة الجنائية الدولية ان محققي المحكمة اكتشفوا أدلة تربط بين القذافي وسياسة للاغتصاب لمعاقبة معارضيه. وقد تكون محاكمة محتملة في جرائم حرب حافزا على تشبث القذافي بالسلطة لكن الرئيس السنغالي عبد الله واد عرض المساعدة لتيسير خروج القذافي حليفه السابق في الاتحاد الافريقي من السلطة وناشده التنحي. وقال واد أثناء زيارة لمدينة بنغازي معقل المعارضة الليبية "من مصلحتكم ومصلحة الشعب الليبي بأسره أن تتركوا السلطة في ليبيا وألا تحلموا بالعودة اليها قط." وأضاف واد الذي اصبح اول رئيس دولة اجنبية يزور معقل المعارضين "بامكاني أن أكون أحد من يساعدونكم على الانسحاب من الحياة السياسية.. وكلما أسرعتم بالرحيل كلما كان ذلك أفضل لانقاذ أرواح الليبيين." ولم تذكر كلينتون اي تفاصيل بشأن المحادثات حول مستقبل القذافي. وقالت في ختام اجتماع مجموعة الاتصال بشان ليبيا "توجد مناقشات عديدة ومستمرة مع اناس قريبين من القذافي ونعلم ان من بين الاشياء التي تشملها تلك المحادثات امكانية نقل السلطة." وحثت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونجرس الامريكي الرئيس باراك اوباما على استخدام ارصدة الحكومة الليبية المجمدة لتقديم مساعدات انسانية للشعب الليبي المحاصر في الحرب الاهلية. واستأنف حلف شمال الاطلسي غاراته على طرابلس طوال يوم الخميس بعد الهدوء الذي أعقب أعنف يوم قصف منذ مارس اذار وهزت انفجارات جديدة المدينة صباح اليوم وبعد الظهر. وقال علي الترهوني مسؤول النفط والمالية بالمعارضة الليبية ان المعارضة تتطلع لاستئناف انتاج ما يصل الى 100 ألف برميل من النفط يوميا قريبا لكنه لم يحدد اطارا زمنيا ودعا الى تقديم المزيد من المساعدات على الفور. وأبلغ الترهوني الصحفيين أنه يجب أن يكون هناك التزام مالي واضح لان الشعب الليبي يموت. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني لرويترز ان ايطاليا ستعطي المعارضين ما يصل الى 400 مليون يورو (586.1 مليون دولار) نقدا وكمساعدات وقود تدعمها أصول ليبية مجمدة. وقالت الكويت انها ستنقل على الفور 180 مليون دولار الى المعارضين. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الخميس ان البنوك الفرنسية ستفك تجميد نحو 290 مليون يورو (423.6 مليون دولار) من الارصدة الليبية بالبنوك الفرنسية. وقالت تركيا التي ستستضيف الاجتماع القادم في اسطنبول في يوليو تموز انها انشأت صندوقا بقيمة 100 مليون دولار لدعم المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة المسلحة في ليبيا. وتضغط مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا والتي تضم 22 دولة منها دول غربية وعربية بالاضافة الى منظمات مثل الاممالمتحدة على المعارضة الليبية لاعلان خطة تفصيلية لكيفية ادارتها للبلاد اذا تنحى القذافي أو أطيح به. وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين قبل الاجتماع "بدأ المجتمع الدولي يتحدث عما قد يمثل نهاية اللعبة." وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "نحن مع شعب ليبيا ومن اجل شعب ليبيا فقط... لكن في الوقت نفسه نحتاج الى حل سياسي..نحتاج الى خريطة طريق للحفاظ على ليبيا كدولة موحدة ولاتمام هذه الفترة الانتقالية بشكل ناجح." ورفض المجلس الوطني الانتقالي وحلفاؤه الغربيون عروض الهدنة التي قدمتها الحكومة الليبية لانها لا تشمل تنحي القذافي أولا. وأعلن مسؤولون أمريكيون يوم الاربعاء تسليم اول شحنة من النفط تباع للولايات المتحدة لحساب المجلس الوطني الانتقالي في اطار استراتيجية اوسع نطاقا يأملون أن تدر المال على المجلس. وقال عبد الرحمن شلقم ووزير الخارجية الليبي السابق وأحد كبار المنشقين عن القذافي ان المعارضة بحاجة لثلاثة مليارات دولار لتغطية الرواتب وتكاليف الغذاء في الشهور الاربعة المقبلة. وأضاف أن الاصول الليبية في ايطاليا يمكن ن تساهم في هذا المبلغ. وعلى الجبهة العسكرية قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان الدول الاوروبية التي تتحمل الجزء الاكبر من الغارات الجوية اصبحت مثقلة بالمهام وستجد ان المهمة التي يقودها حلف شمال الاطلسي اكثر صعوبة ما لم يساهم فيها حلفاء اخرون. وقال الاميرال البحري فيليب كويندرو الذي يقود العمليات الفرنسية فوق ليبيا ان الضربات ضد قوات القذافي باتت تنهكها بشكل متزايد. وقال كويندرو في مؤتمر عبر الفيديو من على متن حاملة الطائرات شارل ديجول "ارى في كل يوم استنزافا لموارد القذافي وقواته." وأضاف قائلا "طائرات الهليكوبتر التي وصلت حديثا تجلب قيمة اضافية وتعجل بذلك." ويقول الحلف ان القصف يهدف الى حماية المدنيين من الجيش الليبي الذي سحق احتجاجات شعبية في فبراير شباط. ويصف الزعيم الليبي المعارضين بانهم من المتشددين الاسلاميين وان حلف الاطلسي يحاول الاستيلاء على النفط الليبي. وفي مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة رفض مبعوث ليبيا تقريرا منفصلا من الاممالمتحدة يفيد بأن قوات القذافي ارتكبت جرائم حرب. وقال معارضون في مدينة مصراتة المحاصرة في غرب ليبيا ان الالاف من قوات القذافي توجهوا الى المدينة وقتلوا 12 شخصا على الاقل بنيران المدفعية في وقت متأخر من أمس لكن حلف شمال الاطلسي شكك في هذه الرواية. وقال مسؤول في الحلف "لم نر أي أعداد تقترب من الالاف. هناك بعض الجماعات الصغيرة من قوات القذافي تحاول التقدم تجاه وسط مصراتة." وقال متحدث باسم المعارضة يدعى سليمان في اتصال هاتفي يوم الخميس ان مصراتة تعرضت للقصف في الصباح من الشرق والجنوب والغرب. ووصل القتال بين قوات القذافي وقوات المعارضة الى حالة من الجمود منذ أسابيع بين بلدتي أجدابيا والبريقة النفطية التي يسيطر عليها القذافي. ويسيطر المعارضون على مصراتة وعلى سلسلة الجبل الغربي القريبة من الحدود مع تونس.