طرابلس - واشنطن - نيويورك - وكالات تقدم الآلاف من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي نحو مدينة مصراتة، التي تسيطر عليها المعارضة بغرب البلاد أمس، حيث تتعرض للقصف من ثلاث جبهات مما أسفر عن مقتل 12 على الأقل من المعارضة. وقال المتحدث باسم المعارضة الليبية حسن المصراتي لرويترز من داخل المدينة: «تتعرض مصراتة لقصف كثيف.. تقصف قوات القذافي مصراتة من ثلاث جبهات: الشرق والغرب والجنوب». وتابع: «أرسل الآلاف من قواته من جميع الجهات وهي تحاول دخول المدينة. لكنها ما زالت خارجها». وقال: إن 12 شخصًا من المعارضة قتلوا وأصيب 26 بجروح. وجاء الهجوم بعد مواصلة قوات الحلف شمال الأطلسي لطرابلس صباح الأربعاء بعد واحدة من أعنف حملات القصف للعاصمة الليبية منذ بدء الضربات الجوية في مارس - آذار حيث طالب الحلف تعزيز قواته ليتمكن من مواصلت تنفيذ هجماته. وأكد وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في اجتماعهم الأربعاء في بروكسل تصميمهم على مواصلة العملية العسكرية في ليبيا حتى تحقيق أهدافها، ودعوا إلى الإعداد لما بعد القذافي معتبرين أن رحيل الزعيم الليبي محتم بالرغم من إعلانه عزمه على المقاومة حتى النهاية. وقال وزراء دول الحلف ال28 في بيان: «كثفنا تحركاتنا على الأخص عبر نشر طائرات ومروحيات مقاتلة إضافية ونحن مصممون على مواصلة عمليتنا لحماية الشعب الليبي طالما لزم الأمر». وكان قد تحول (باب العزيزية) المجمع الرئاسي الضخم حيث مقر الزعيم الليبي معمر القذافي بوسط طرابلس إلى حطام يتصاعد منه الدخان، وقد هدمت جميع مبانيه تقريبًا بعد القصف المركز الذي يشنه عليه الحلف الأطلسي بانتظام منذ أسابيع. ويزداد عدد الدول الغربية المؤيدة للمعارضين. فقد أعلنت إسبانيا الأربعاء أنها اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعيًا للشعب الليبي. من جهة أخرى، غادرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأربعاء واشنطن متوجهة إلى أبوظبي للتشاور مع دول مجموعة الاتصال حول ليبيا وبحث سبل مساعدة المعارضة الليبية بشكل إضافي. وتأتي المحادثات التي تنظم اليوم الخميس في العاصمة الإماراتية بعدما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا تحقق تقدمًا «ثابتًا» ما يعني أن رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي بات مسألة وقت. وسيتابع اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا ما تم التوصل إليه خلال لقاء روما في 5 آيار - مايو حيث اتفقت كلينتون وشركاؤها على إنشاء «صندوق خاص» لتوفير مساعدات مالية لمساعدة الثوار الليبيين. إلى ذلك ذكر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء في الأممالمتحدة أن البحث عن حل سياسي في ليبيا يتقدم بينما تمارس القوات المتحالفة المزيد من الضغط العسكري على نظام معمر القذافي. من جانب آخر، نقلت صحيفة سويسرية عن علي الأمين منفور وزير العمل الليبي المنشق أمس قوله: إن الحكومة الليبية تبيع النفط في السوق السوداء في حين يكافح العقيد معمر القذافي للتمسك بالسلطة. وقال منفور وهو المندوب الوحيد من طرابلس في مؤتمر المنظمة الدولية الذي يستمر أسبوعين: «النظام يسيطر على الأعمال وعلى النفط الذي يبيعه في السوق السوداء، وهو قادر على الوصول إلى خزانة الدولة». وأبلغ صحيفة لو تان أن القذافي يحظى بمساندة 20 بالمئة من الشعب الليبي على أعلى تقدير ومنهم زعماء قبيلته. وأضاف: «لكن جميعهم مسلحون والأهم أنهم يملكون المال».