- سحر زين الدين فازت مؤسّسة الفكر العربي بجائزة "غوسي" العالميّة للسّلام للخدمات المجتمعيّة والإنسانيّة، وذلك نظراً لجهودها في مجالات التنمية الثقافية والفكرية، وإسهامها في تعزيز ثقافة الحوار على المستويين الإقليمي والعالمي، من خلال إطلاقمشروع "حضارة واحدة" قبل سنوات، فضلاً عن مشروعات كثيرة ذات صلة بالقيم الإنسانيّة والتعاون مع منظمات دوليّة وعربيّة عدّة. تسلّم الجائزة صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة مؤسّسة الفكر العربي، خلال الاحتفال الذي أقيم في العاصمة الفيليبينية مانيلا يوم أمس (27 نوفمبر 2013)، حيث ألقى سموّه كلمةً بهذه المناسبة عبّر خلالها عن سعادة المؤسّسة البالغة بهذا التكريم العالمي لجهودها. كما أعرب عن تعازيه الحارّة لذوي ضحايا الكارثة الإنسانيّة التي ألمّت بالفلبين قبل أيام قليلة جرّاء إعصار "هايان" الذي ضرب البلاد. وبيّن سموّه أن هذا التكريم لمؤسّسة الفكر العربي يؤكّد على الجهود والإنجازات الكبيرة التي حقّقتها المؤسّسة عبر مسيرتها نحو تحقيقالأهداف التي تصبو إليها في تحقيق التلاحم الثقافي العربي، وتعزيز الهوية العربيّة والحفاظ على الثقافة العربيّة والتراث. وقال: "تأتي هذه الجائزة في الوقت الحرج الذي يمرّ فيه الوطن العربي بتحولاتٍ كبيرةٍ، كتأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه مؤسّسة الفكر العربي - وهيمؤسّسة غيرَ ربحيةٍ وغيرَ حكوميةٍ - عبر مبادراتها ومشاريعها البنّاءة والهادفة إلى إثراء الفكر والنّهوض بالمجتمع العربي نحو تحقيق التطور المنشود". وأوضح سموّه أن مؤسّسة الفكر العربي احتّلت مكان الرّيادة في الشارع الثقافي العربي، لأنها شكّلت عنصر إلهام لأولئك الذين يعملون من أجل التنمية، كما بيّن أنه لايمكن تحقيق أيّ إنجازٍ دون تضافر الجهود والعمل كيَدٍ واحدة والتزامٍ تامّ، منوّهاً بأن الجائزة سوف تشكّل لمؤسّسة الفكر العربي حافزاً جديداً للمضيّ قدماً بالعمل الجادّ والمستدام. ويتزامن نيل مؤسّسة الفكر العربي جائزة غوسي العالميّة للسلام مع استعداداتها لإطلاق فعاليات مؤتمرها السنوي "فكر" في دورته الثانية عشرة في دبي، والذي يتناول تحدّياً آخراً على المستوى الإنساني والاجتماعي والاقتصادي، تأخذه المؤسّسة مجدّداً على عاتقها. ويسعى "فكر" من خلال الحوارات المعمّقة التي ستتمّ بين المسؤولين والخبراء وصنّاع القرار، تحت سقف واحد، من اقتراح الحلول التي تُسهم في التغلّب على تحدّي استحداث مليون وظيفة جديدة في الوطن العربي بحلول 2020، وإيجاد فرص عملٍ للشباب العربيّ في سوق العمل العربي التي تعاني من تحدّيات جمّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ المؤسّسة ومنذ إنشائها بقرار وإرادة حكيمة بدعوة من رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير مكّة المكرّمة، حقّقت إنجازات وإسهامات عدّة في مجال التنمية الإنسانيّة والفكريّة، وتعزيز الثقافة على المستويين الإقليمي والعالمي. حيث أطلق سمّوه مشروعاً نوعيّاً للترجمة بعنوان "حضارة واحدة"، وهو مشروع للترجمة من الّلغات الأجنبيّة إلى العربيّة والعكس، وبالاستناد إلى قيمة الانفتاح، التي توليها المؤسّسة أهمية قصوى، خصوصاً لجهة الاطّلاع على كلّ ثقافات العالم وعلى فكر مختلف الحضارات وإبداعاتها، ونشر الثقافة العربية في الخارج. وللمؤسّسة أيضاً العديد منالإصدارات التي تنشرها من خلال مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات حيث تركّز فيها على نوعية معّينة من المؤلّفات البحثية والإبداعات الكتابية في مجال الفكر التنموي. وهذه ليست المرّة الأولى التي تنال فيها مؤسّسة الفكر العربي جائزة عالميّة، فهي قد نالت سابقاً جائزة جبران خليل جبران للعلوم الإنسانيّة لسنة 2012 من المعهد العربي الأميركي في واشنطن.ومن ناحيتها تمنحُ المؤسّسة سنويّاً جائزة الإبداع العربي في سبعة مجالات مختلفة، بالإضافة إلى جائزة أهمّ كتاب عربي، سعياً منهالإعلاء قيمة الإبداع وتشجيع المبدعين، وتكريم الروّاد والموهوبين في الوطن العربي. ومن الأسماء البارزة الحاصلة على جائزة غوسي العالميّة للسلام كذلك، هم رئيس جمهورية موريتيوس راجكسوير بورياغ، والوزير الروماني السابق البروفسور إميل كونستانتين، والوزير الإستوني السابق أرنولد ريتيل، والوزير السوداني السابق عبدالرحمن المهدي، والبروفسور الجزائري عبد الرحمن عمراني، والفنان السوري ملك جندلي وغيرهم من الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة العمل الإنساني على مستوى العالم. وتعتبر جائزة "غوسي" للسلام العالمية إحدى الجوائز الرائدةفي العالم، وتُمنح للذين يسهمون فيتحقيق السلامواحترامالحياة والكرامة الإنسانية، وتحقيق التقدّم في مجال المعرفة والفكر. وقد تمكّنت مؤسّسة الفكر العربي من الحصول على هذه الجائزة العالمية، نظراً لدورها الرائد في العمل الإنساني الذي تجاوز الحدود الضيّقة للدولة، وامتد ليشمل الوطن العربي بأسره. -انتهى-