يرى محللون أن تصاعد أعمال العنف في سوريا، لاسيما التفجيران اللذان هزّا دمشق أمس الخميس، يهددان مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان، ويدفعان البلاد أكثر فأكثر الى حافة الحرب الأهلية. ويقول خطار أبودياب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باري سود: إن "سوريا توشك على الغرق في دوامة الحرب الأهلية تحت أنظار المجتمع الدولي الذي لا يتحمل مسؤولياته"، نقلاً عن تقرير لوكالة "فرانس برس". ويلتقي المجتمع الدولي على خطة المبعوث الدولي عنان للخروج من الازمة، إلا أن هذه الخطة تلقت ضربة جديدة بالانفجارين المتزامنين اللذين هزا العاصمة السورية صباح الخميس، في هجوم يعدّ من الاعنف منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عام. ويقول أبودياب إن وقف إطلاق النار الذي اعلن في الثاني عشر من إبريل/نيسان "لم يحترم، إذ لم يسمح للناس بالتظاهر السلمي، ولم يجر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين". وتنصّ خطة عنان على وقف القتال بإشراف الأممالمتحدة، وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية. وبحسب أبودياب، فإن خطة عنان هي المخرج الوحيد للأزمة السورية حالياً، وفي ظل عدم وجود بديل لهذه الخطة، فإن الأزمة تدخل في طريق مسدود. ومنذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، سقط في سوريا اكثر من 900 قتيل، ويتبادل كل من النظام والمعارضة الاتهامات بخرق الهدنة. مهمة عنان تواجه أزمة ويرى المحلل في مجموعة الازمات الدولية بيتر هارلينغ، أن "سوريا تشهد تنوعاً في أعمال العنف" من هجمات مسلحة واغتيالات الى الاشتباكات العسكرية التي لم توفر العاصمة دمشق في الآونة الأخيرة. وفي إشارة إلى مهمة عنان في سوريا، أوضح أن إحدى المشاكل تكمن في أن الغرب "يدعم مهمة لا يؤمن بجدواها"، مضيفاً أن "المهمة ولدت من رحم التناقض في مواقف المجتمع الدولي". ويقول مدير معهد كارنيغي لدراسات الشرق الاوسط، بول سالم: إن "الثورة السورية لا علاقة لها بالقاعدة، ولا بدول الخليج، وهي مرتبطة فقط بالشعب السوري، الذي لم يعد قادراً على احتمال الوضع في بلده، على غرار ما جرى في العديد من الدول العربية التي خرج مواطنوها للمطالبة بحقوقهم". ويرى سالم أن "النظام السوري ومنذ اليوم الاول رد على المحتجين بالحرب، وهو سيتحمل على الأرجح تبعاتها". ويضيف أن "الوضع في سوريا معقد لأنه يجمع بين مسارين: ثورة ضد نظام مستبد من جهة، وتوتر طائفي سُني علوي من جهة أخرى".