حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية على المحافظة على وعدها بالالتزام بوقف إطلاق النار. وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف أن الوضع في سورية يبدو أهدأ. وقال إنه يعمل مع مجلس الأمن الدولي لإيفاد فريق مراقبين إلى هناك في أسرع وقت ممكن. لكن بان نبه إلى ضرورة بقاء المجتمع الدولي متحدا لتجنب انزلاق سورية في الفوضى. وأوضح أن الجنرال النرويجي روبرت مود سيتوجه اليوم إلى دمشق للإعداد لوصول المراقبين المكلفين بالتحقق من وقف إطلاق النار. ومن جهته أعلن المبعوث المشترك كوفي عنان أن وقف إطلاق النار في سورية "يتم الالتزام به على ما يبدو". وأضاف في بيان "أن سورية تشهد على ما يبدو فترة نادرة من الهدوء على الأرض"، مضيفا "أن على جميع الأطراف المعنيين الالتزام بالتطبيق الكامل لخطة النقاط الست". وفي المقابل شككت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأميركي باراك أوباما في مدى استعداد الرئيس السوري بشار الأسد لحسم الصراع في بلاده سلميا. وأفاد البيت الأبيض أن أوباما وميركل عبرا في اتصال هاتفي عن قلقهما بشأن عدم التزام الحكومة السورية بخطة عنان "وبدلا من ذلك استمر الأسد في التعامل بوحشية غير مقبولة ضد شعبه". ومن جهته رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بالبداية الناجحة لوقف إطلاق النار في سورية. ويرى محللون أن نجاح خطة عنان يعتمد على تطبيق شقها السياسي لا سيما في ظل الهوة التي أوجدتها أحداث العام الماضي بين النظام والمعارضة، محذرين من اقتصارها على هدنة طويلة هشة. وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باري - سود الفرنسية خطار أبو دياب إن "النظام لعب أوراقه بشكل جيد وربما قللت الأطراف الأخرى من عناصر القوة الموجودة لديه. لكن اللعبة بدأت تنتهي". ويرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط كريم بيطار من مركز "ايريس" للدراسات في باريس أن "مرحلة من الترقب بدأت وكل طرف ينظر عن قرب إلى الطرف الآخر وإلى ما يجري، لم نصل بعد إلى الحل السياسي". وفي تعليق له على موقع تويتر حول وقف النار، يقول مدير مركز بروكينجز للأبحاث في الدوحة سلمان شيخ إن "الاختبار الأكبر لقوات الأسد يبدأ عندما يبدأ الناس بالتظاهر بأعداد أكبر. ماذا سيحصل عندما سيبدؤون باحتلال المدن والقرى؟".