بيروت - أ ف ب - يتفق ناشطون ومراقبون على ان نجاح وقف اطلاق النار في سورية مرهون بسرعة بدء حل سياسي للأزمة يبدأ بالسماح بحرية التظاهر والتعبير والتفاوض حول الاصلاحات السياسية العاجلة في البلاد. وقال استاذ العلاقات الدولية في جامعة باري-سود الفرنسية خطار ابو دياب، إن «النظام لعب اوراقه بشكل جيد وربما قللت الاطراف الاخرى من عناصر القوة الموجودة لديه، لكن اللعبة بدات تنتهي». ويضيف: «بعد وقف النار، هل سيتم احترام مقومات الحل السياسي ام سيقال فقط إن الامور استتبت... ثم يعلن النظام بعد فترة أن الاصلاح قد تم؟»، مشيراً إلى أن «الحل الامني من دون أفق سياسي كان دائماً جواب النظام على الحركة الشعبية. حتى آخر لحظة سيحاول النظام استبعاد الحل السياسي». ويرى الخبير في شؤون الشرق الاوسط كريم بيطار، من مركز ايريس للدراسات (معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية) في باريس، أن «مرحلة من الترقب بدأت، وكل طرف ينظر من قُرْب الى الطرف الآخر والى ما يجري... لم نصل بعد الى الحل السياسي». ويقول: «نقطة الضعف الكبرى في خطة انان انها لم تأخذ بالاعتبار الهوة التي اتسعت بين المعارضة والنظام وانعدام الثقة بالنظام من جانب المعارضة ومن جانب معظم الدول الخارجية». ويستبعد ناشطون ومراقبون حصول حوار جدي حول انتقال السلطة. ويقول بيطار: «لا اعتقد انه سيكون هناك حوار حقيقي، قد يحصل حوار شكلي بين النظام وبعض الشخصيات التي يتم اختيارها مسبقاً، لكن لا أرى كيف تمكن إقامة حوار وطني بين كل الأطراف، فالجراح كبيرة». ويرى كثيرون أن المحك الحقيقي لصدق نوايا النظام يكمن في موقفه من التظاهرات الاحتجاجية اذا عادت الى الشارع بعد وقف النار. ويقول ابو دياب: «النظام يقول إنه أحكم السيطرة... لكن على الارض المسألة غير ذلك. لا تزال هناك مقاومة على الأرض وحركة الاحتجاج لم تتوقف». وفي تعليق له على موقع تويتر الالكتروني حول وقف النار، قال مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة سلمان شيخ، إن «الاختبار الاكبر لقوات الاسد يبدأ عندما يبدا الناس بالتظاهر بأعداد أكبر. ماذا سيحصل عندما سيبدأون باحتلال المدن والقرى؟». وسط كل هذا، يبدو ان وقف اطلاق النار الهش لن يقود سورية الى حل سريع. ويتوقع ابو دياب ان يقتصر الامر «على هدنة انسانية تسمح بإدخال مساعدات»، ويقول إن «المجموعة الدولية ستكون على المحك»، مؤكداً أن «الغرب حتى الآن لم يكن على مستوى معالجة الوضع، وتركيا كانت ظاهرة صوتية»، مضيفاً أن خطة انان «هي الفرصة الاخيرة قبل انزلاق سورية نحو حرب أهلية صعبة». ويرى بيطار من جهته أن «سورية تتجه نحو مرحلة طويلة تكون خلالها الدولة في وضع ضعيف جداً. المعارضة اضعف من ان تقضي على النظام والنظام اضعف من ان يسكت المعارضة». ويضيف أن هذا الوضع «قد يقود الى حال من الاهتراء والنزاعات الأقل حدة على مدى اشهر»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «النظام لا يزال في مأزق، وعلى المدى المتوسط هو في حكم المنتهي».