وليد ابو مرشد تعتبر الكتابة عن السعودية مغامرة مغرية لأي كاتب عربي، فهي عادة ما تلقى اهتماماً من قبل القراء، خصوصاً أن هناك العديد من الأسئلة والاستفهامات حول إيقاع هذا البلد وكيفية الحياة الاجتماعية والقوانين المتعلقة بالمرأة والاختلاط وغيرها من الأمور الاجتماعية التي تشكل دافعاً للبحث والاكتشاف. الكاتبة اللبنانية أسماء وهبة أطلقت كتاباً جديداً بعنوان "90 يوماً في السعودية"، سجلت فيه وقائع رحلتها في العام الماضي إلى السعودية ضمن سياق قصصي، تطرقت فيه إلى أمور بسيطة تمسّ الواقع اليومي للحياة السعودية والتي تجذب في الوقت نفسه القارئ العربي. تقول أسماء وهبة في حديث ل"العربية.نت" عن تجربتها في الكتابة، إن "المجتمع السعودي يحفز أي صحافي على الكتابة، وهو مجتمع جدير بالرصد والمتابعة، وأنا لا أقول هذا الكلام في مقام الغزل أو الدبلوماسية، بل هذه هي الحقيقة، فمازال هناك الكثير من الحكايات البعيدة في فضاء لا يشبه أحداً، فلقد زرت أكثر من بلد عربي وقرأت عن الكثير من السير الاجتماعية، لكني لم أجد أياً منها يشبه السعودية". وأضافت وهبة أن "السعودية بلد يدفعك دون أن تدري لتقف عنده، في حين أن المجتمعات الأخرى يجذبك إليها الناس وليس المكان، في السعودية المعادلة مقلوبة حيث تتولد علاقة سريعة بينك وبين هذه الأرض دون أن تدري، فتجد نفسك منخرطاً في واقعها وبين ناسها الذين يشكلون بطريقة تفكيرهم ونمط عيشهم، الذي يجمع بين أكثر من عصر وزمن وشخصية في قالب واحد نموذجاً جدير بالاهتمام". شخصيات واقعية في المجتمع وعن فكرة الكتاب تقول وهبة: "وجدت نفسي أرصد ما أراه في السعودية حتى تراكمت تدويناتي، فرأيت أنها تستحق أن تسجل في كتاب، حيث أنها مليئة بالقصص المثيرة والمواقف التي عبرتها وعبرتني، كتبتها كما هي بواقعيتها دون رتوش". وأضافت وهبة أن "الكتاب رؤية صحافية لبنانية زارت السعودية دون أن يوثق سيرة تاريخية، بل يوميات إنسانية بسيطة ترصد حكايات الناس والنساء، وماذا يقول سائق التاكسي السعودي؟ ما مفهوم العيب لدى الرجال؟ كيف هي علاقة المرأة بالنقاب؟ ماهية المقاهي والجلسات والحفلات النسائية؟ فقد رصدتُ هواجس المثقفين، وغرف الطعام المغلقة، وغيرها من المواضيع، التي بالتأكيد لا تكفي 90 يوماً لرصد مجتمع بكامله". وصرّحت وهبة بأن هناك جزءاً في الكتاب امتنعت عن نشره، قائلة: "أثناء الإخراج النهائي للكتاب قررت حذف فصل كامل بعنوان "إعلاميات سعوديات"، ربما لأنني تطرقت إلى ما لا يجب أن يُقال، وفي الوقت عينه أردت الحفاظ على خصوصية قصص زميلات تحدثن بكل جرأة عن واقع الإعلامية السعودية". وختمت وهبة حديثها موضحة: "رصدت في الكتاب شخصيات واقعية في المجتمع السعودي، وهي بطبيعة الحال عينة عشوائية، وإن كنت لا أحبذ استخدام لفظة "عينة" لأن هؤلاء الناس تركوا في نفسي "حباً آسراً لا يبرحه الزمن ولا يبرره الوقت"، كما ذكرت في مقدمة كتابي، فهم أبطال حقيقيون رسموا بحياتهم وكلماتهم أسطر كتابي بكل أبعاده الإنسانية المتشابكة والمتناقضة أيضاً. وهم جزء لا يتجزأ من واقع سعودي لم يكشف بعد".