تصف الكاتبة اللبنانية أسماء وهبة المجتمع السعودي ب«المحفز». وقالت في رد ل«الحياة» على سؤال حول كتابها «90 يوماً في السعودية» إن «المجتمع السعودي جدير بالرصد والمتابعة، كونه مجتمعاً لافتاً للنظر، ولم يكشف النقاب عنه، فالكثير من قصصه وحكاياته في فضاء بعيد لا يشبهه أحد، يتماهى مع الصحراء والعصرنة»، مشيرة إلى أنها زارت أكثر من بلد عربي، لكنها لم تجد مايشبه السعودية، «البلد الذي يدفعك إلى الوقوف عنده من دون أن تدري، فتجد نفسك منخرطاً في واقعه، وبين ناسه الذين يشكلون بطريقة تفكيرهم نمط عيشهم الذي يجمع بين أكثر من عصر وزمن وشخصية في قالب واحد، نموذج جدير بالاهتمام». وعللت وهبة حذف فصل «إعلاميات سعوديات» بأن الفصل جاء «من أجل الحفاظ على خصوصية البعض من القصص التي تطرقت من خلالها بعض الزميلات إلى واقع الإعلامية السعودية. قد أكون تطرقت في ذلك الفصل إلى ما لا يجب أن يقال، فآثرت حذفه، لأن الجرأة ليست في كلا الأحوال محمودة العواقب». وقالت إن الكتاب الذي يقع في 272 صفحة، «تضمن واقعية في طرحه، كون كل ما طرح فيه يمثّل حكايات حقيقية رويت على لسان أصحابها، ضمن إيقاع السرد الروائي ليوميات في السعودية». واعتبرت أن ما تضمنه كتابها جاء سبقاً، «كنت أول من كتب عن غرف الطعام المغلقة، ومنع غرف القياس، وكيف يمنع الرجال من دخول محلات الماكياج، في حين، الباعة هم من الرجال، والمشاغل النسائية، ومحلات الطعام، والمقاهي التي تمنع النساء من الدخول إليها. أستطيع الإدعاء بأنني أول من كتب عن هذه المواضيع البسيطة بأسلوب قصصي سردي بسيط، يعبر عن شريحة واسعة من الناس الذين التقيتهم هناك». وحول ما إذا كانت «90 يوماً» كافية لإصدار الكتاب، بينما عاش البعض أعوام عدة، ولم يفعل الشيء نفسه، قالت: «الكتاب هو رؤية فتاة لبنانية زارت السعودية، متنقلة بين الرياضوجدة، وكتبت عن أحوال العباد، وقصص من هنا وهناك. والكتاب هو يوميات إنسانية بسيطة، ترصد حكايات الناس والنساء، ماذا يقول سائق التاكسي السعودي؟ ما مفهوم العيب لدى الرجال والناس؟ كيف هي علاقة المرأة بالنقاب؟ ماهية المقاهي والجلسات والحفلات والمشاغل النسائية؟ توقفت عند المحلات التي تمنع النساء من الدخول إليها والcompounds التي تعج بالأجانب، ورصدت هواجس المثقفين وغرف الطعام المغلقة ومنع غرف القياس وغيرها من المواضيع. لكن بكل تأكيد لا تكفي 90 يوماً لرصد مجتمع بكامله. وهذا ما أكدت عليه في مقدمة الكتاب». وتجد أسماء وهبة الحاصلة على ليسانس العلوم السياسية والإدارة من الجامعة اللبنانية في بيروت أن «التزييف في نقل الخبر يمنع الصحافي من النهوض بمسؤوليته الإعلامية التي تتطلب النزاهة والشرف في تقديم مادته للقارئ، من دون أي رتوش أو تزييف يتنافى مع حقيقة الخبر»، لافتة إلى أنها «ضد فكرة اندثار وتراجع الصحافة الورقية في ظل زخم مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها - الصحف الورقية - ذاكرة الأمة».