تعرضت أسواق المال العربية لضغوطات كبيرة، الثلاثاء، هوت بمؤشراتها، بعد أن أوحى انخفاض أسعار النفط، للمتعاملين بتنفيذ بيوع واسعة، خصوصا في دول الخليج، أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم. وتصدرت الأسهم السعودية خسائر المنطقة، تتبعها الكويت وسائر الأسواق الأخرى، فيما بدا أنها اقتفت آثار الأسواق الدولية، التي هوت هي الأخرى، مدفوعة بالقلق من تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو، والتي يمكن أن تشكل ضربة لتعافي الاقتصادي العالمي. وهبط سعر برميل النفط بنحو أربعة في المائة إلى 67.51 دولار للبرميل بحلول ظهر يوم الثلاثاء، بينما واصلت العملة الأوروبية تراجعها، ومنيت الأسواق الأوروبية بخسائر قوية في بداية التداولات. وقال بركات حسان، وهو محلل في شركة وساطة في دبي، إن "ما يحدث الآن في الأسواق الدولية يثير مخاوف جمة.. التقلبات قوية، والذعر بدأ يتملك المتعاملين في دول الخليج، التي يؤثر فيها تراجع سعر النفط." وهوى مؤشر بورصة الرياض، أكبر سوق مالية عربية إلى أدنى مستوياته في نحو تسعة شهور، منذ سبتمبر/أيلول عام 2009. وخسر المؤشر 417 نقطة تعادل 6.75 في المائة من قيمته، مغلقاً عند مستوى 5760 نقطة، مع خسائر قاربت الحد الأقصى لقطاع "الصناعات البتروكيماوية،" الذي فقد 9.3 في المائة من قيمته، بينما كانت أدنى الخسائر القطاعية في مؤشر "التطوير العقاري،" الذي فقد 5.46 في المائة من قيمته. وسجلت التداولات 5.3 مليارات ريال مقابل 241 مليون سهم، جرى تداولها من خلال أكثر من 117 ألف صفقة، كان النصيب الأكبر منها لأسهم "كيان" و"الإنماء" و"زين" و"معادن" و"سابك" و"الراجحي." وشملت الخسائر جميع الأسهم، باستثناء سهم وحيد هو "البابطين،" بينما تراجعت سائر الأسهم، وهي "معدنية" و"أنعام القابضة" و"ميدغلف للتأمين" و"ساب تكافل" وأليانز" بالحد الأقصى، عشرة في المائة. أما سهم "سابك" القيادي، فقد انعدمت طلبات الشراء عليه، فتراجع بقوة حتى لامس الحد الأقصى، بواقع 9.97 في المائة. وتداعى مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية بعدما فقد نحو 186 نقطة تعادل 2.67 في المائة، ليستقر عند مستوى 6802 نقطة، وسط خسائر كبيرة منيت بها أسهم الخدمات والبنوك، في حين هوى مؤشر دبي بنحو 4.5 في المائة، ليصل المؤشر لمستوى 1572 نقطة. وفقد مؤشر سوق أبوظبي 2.78 في المائة من قيمته، مسجلا 2659 نقطة، بينما أغلق مؤشر مسقط على خسائر ثقيلة بنسبة 3.16 في المائة، ليصل مستوى 6242 نقطة، في حين فقدت الأسهم القطرية 4.2 في المائة، ليسجل مؤشرها تراجعا لمستوى 6647 نقطة. وتراجع مؤشر البحرين 1.86 في المائة، إلى مستوى 1454 نقطة. من جهته، قال أبو بكر شاطر، المحلل المالي في شركة "كابتلز"، إن "سلوك المتعاملين لم يكن مبررا بالكامل، لكن يمكن تفهمه، إذ أن التراجع الدولي أثار موجة من الذعر في الأسواق، وجدد مخاوف أزمة اقتصادية أعمق." ولفت إلى "أن المزيد من التراجع في أسعار النفط عالميا، ستؤدي إلى المزيد من الإرباك في أسواق المال الخليجية، التي كانت تفاعلت بشكل سلبي مع أزمة ديون منطقة اليورو، وجاءها تراجع سعر البترول ليزيد الطين بلة." وتراجعت السوق الفلسطينية بواقع 0.19 في المائة من قيمة مؤشرها الذي أنهى تداولاته عند 495 نقطة، وبدوره خسر مؤشر CASE 30 المصري 6.07 في المائة من قيمته، منهياً تداولاته عند 5937 نقطة، بخسارة 383 نقطة. وكانت الخسائر بدافع من تراجع مجموعة من أبرز أسهم السوق، وعلى رأسها "أوراسكوم تليكوم" و"أوراسكوم للإنشاء" و"البنك التجاري الدولي" و"طلعت مصطفى" و"حديد عز" و"المصرية للمنتجعات" و"العربية للاستثمارات" و" الكابلات الكهربائية" و"الصعيد للمقاولات."